للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وكتاب «إزالة التعب والعناء فى معرفة حلّ الغناء» (١) … الخ.

***

وهناك ظاهرتان تلفتان النظر عند دراسة مؤلفات المقريزى الصغيرة:

أولاهما: أن المقريزى كان عالما بكل ما تحمله كلمة عالم من معنى، يحب المعرفة لذاتها، ويجد المتعة فى البحث والدراسة والاستقصاء، فهو ينصّ فى مقدمات معظم هذه المؤلفات الصغرى على أنه لم يقدم على كتابتها استجابة لطلب أمير أو عظيم، وإنما ألفها إشباعا لذاته المتطلعة إلى الاستزادة من العلم والمعرفة، ولمن يريد أن يشاركه هذا النزوع نحو العلم والمعرفة، أو على حد قوله هو فى مقدمة رسالته «المقاصد السنية لمعرفة الأجسام المعدنية»:

«وبعد، فهذه مقالة وجيزة فى ذكر المعادن، قيدتها تذكرة لى ولمن شاء الله تعالى من عباده».

وكرّر نفس المعنى فى مقدمته لكتاب «البيان والإعراب فيمن نزل أرض مصر من الأعراب»، فقال:

«وبعد، فهذه مقالة وجيزة فى ذكر من بأرض مصر من طوائف الأعراب قيدتها لنفسى، ولمن شاء الله من أبناء جنسى».

وثانيتهما: أن المقريزى ألف معظم هذه الكتيبات الصغيرة فى أخريات حياته، وبعد أن تم نضجه الفكرى، واتسعت قراءاته، وعمقت معرفته -، وبصفة خاصة فى سنة ٨٣٩ هـ، أثناء مجاورته فى مكة، أو فى سنة ٨٤١ هـ بعد عودته إلى مصر -، والأمثلة على ذلك كثيرة، فهو يقول فى حرد كتابه «الطّرفة الغريبة من أخبار حضرموت العجيبة».

«وبعد، فهذه جملة من أخبار وادى حضرموت، علقتها بمكة - شرّفها الله تعالى - أيام مجاورتى بها فى عام ٨٣٩، حدثنى بها ثقات من قدم مكة من أهل حضرموت».


(١) للمقريزى مؤلفات صغيرة أخرى لا تدخل تحت المجموعات التى ذكرناها، ومنها: (تجريد التوحيد، وهو مطبوع) و (معرفة ما يجب لأهل البيت من الحق على من عداهم) و (حصول الانعام والمير فى سؤال خاتمة الخير، و (الاخبار عن الاعذار) و «قرض سيرة المؤيد لابن ناهض)

<<  <  ج: ص:  >  >>