للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها خرج ملك النّوبة إلى أسوان فى اثنى عشر ألف فارس وقتل من المسلمين عالما عظيما.

فيها مات بالقاهرة، فى يوم الأربعاء لاثنتى عشرة خلت من رجب، القاضى أبو الحجّاج يوسف بن عبد الجبّار بن شبل بن على الصويبى؛ وصويب قبيلة من جذام. ولد بالقدس يوم الجمعة تاسع ذى القعدة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، وقدم مصر بعد أخذ الفرنج القدس فنشأ بها واشتغل بالعلم، وتولّى خزانة الكتب (١) فى سنة. أربع وعشرين وخمسمائة، وولى قضاء فوّة (٢) وعملها فى محرّم سنة سبع وأربعين.

ومات بالصّعيد كنز الدّولة أبو الطّليق يوسف، وولى بعده رئاسة قبائله أخوه أبو العزّ فتّوح فى حادى عشر محرّم.


(١) كانت عدة الخزائن التى برسم الكتب فى سائر العلوم بالقصر الفاطمى، كما يروى المقريزى، أربعون خزانة من جملة كتبها ثمانية عشر ألف كتاب من العلوم القديمة ونيف وثلاثون نسخة من كتاب العين إحداها بخط الخليل ومائة نسخة من الجمهرة لابن دريد. وقد ذهب معظم ما فى هذه الخزائن أيام الشدة العظمى على زمن المستنصر. وكانت إحدى الخزائن فى أحد مجالس المارستان يجئ إليها الخليفة راكبا ويترجل عند الدكة المنصوبة ويجلس عليها ويستدعى القائم بأمرها ويطلب المصاحف والكتب، وإن أراد أخذ شيء منها معه فعل ثم يعيده. وكان لهذا المجلس رفوف مقطعة بحواجز وعلى كل حاجز باب مقفل بمفصلات وقفل. وقد أنشأ القاضى الفاضل مكتبة بمدرسته الفاضلية بالقاهرة حوت من كتب القصر الفاطمى مائة ألف مجلد. المواعظ والاعتبار: ٤٠٨:١ - ٤٠٩؛ صبح الأعشى: ٤٧٥:٣ - ٤٧٦؛ النجوم الزاهرة: ١٠١:٤.
(٢) بضم الفاء وتشديد الواو بلدة بالقرب من الإسكندرية، بمركز دسوق على الشاطئ الشرقى لفرع رشيد على بعد ساعتين بتقدير على باشا مبارك إلى الشمال من دسوق. ويقدر ياقوت المسافة بينها وبين البحر بنحو خمسة فراسخ أو ستة. معجم البلدان: ٤٠٦:٦؛ قوانين الدواوين: ١٣٨، ١٦٦، ٢٢٢؛ الخطط التوفيقية: ٧٧:١٤.