أهدى من ملّة محمد - صلى الله عليه وسلم - أَو مفتتِحو باب ضلالة".
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا إلا الخير.
قال: "وكم من مريدِ للخير لن يصيبَ؛ إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حدّثنا أن قومًا يقرؤونَ القرآن لا يجاوزُ تراقيهم، وأيمُ الله؛ ما أدري لعل أكثرهم منكم". ثم تولَّى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحِلَق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
صحيح. أخرجه الدارمي (١/ ٢٨٦ - ٢٨٧/ ٢١٠) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص ١٩٨ - ١٩٩) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (١٥/ ٣٠٦/ ١٩٧٣٦).
من طريق: عمرو بن يحيى به.
وهذا إسناد جيد.
عمرو بن يحيى؛ ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" (٦/ ٣٨٢) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٦/ ٣٨٢)، ووثقه ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٤٨٠) والعجلي في "ثقاته".
وروى ابن أبي حاتم عن ابن معين ثوثيقه، لكن الحافظ ابن حجر ذكر في "لسان الميزان" (٤/ ٣٧٨) عن ابن معين تليينه لعمرو بن يحيى.
والأقرب هو توثيق الرجل:
أولًا: لأن الجرح هنا غير مفسّر، ثم إنه لم يذكر فيه ما يقدح في روايته.
يضاف إلى هذا رواية جمع من الثقات عنه كما ذكر ابن أبي حاتم.
وأبو يحيى بن عمرو؛ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٩/ ١٧٦) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد روى عنه جمع من الثقات، ووثقه العجلي بقوله: "كوفي ثقة"، يضاف إلى هذا قول المحدّث الألباني -رَحِمَهُ اللهُ- في "الصحيحة" (١/ ١٢): "ويكفي في تعديله رواية شعبة عنه، فإنه كان ينتقي الرجال الذين كان يروي عنهم، كما هو مذكور في ترجمته .. ".
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٩/ رقم: ٨٦٣٦) من طريق: