وابن ماجه (٢٢٧٦) وابن جرير الطبري في "تفسيره"(٦/ ٣٧ - ٣٨/ ٦٣٠٨) والبيهقي في "دلائل النبوة"(٧/ ١٣٨) وابن نصر المروزي في "السنة"(رقم: ٢٠٨) وابن الضريس في "فضائل القرآن"(رقم: ٢٣) وابن المنذر في "تفسيره"(١/ ٥٧/ ٤٤ - المآثر).
من طريق: سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر به.
قال محقق كتاب "السنة" الدكتور عبد الله بن محمد البصيري -وفقه الله-: "رجاله ثقات، إلا أنه منقطع؛ سعيد لم يدرك عمر .. ".
قلت: بلى أدركه، وهذا مما لا خلاف فيه، لكن الشأن في سماعه منه، لذا قال المحدث أحمد محمد شاكر -رَحِمَهُ اللهُ-: "إسناده ضعيف، لإنقطاعه، سعيد بن لمسيب لم يسمع من عمر .. ".
قلت: وفي هذا خلاف كبير بين العلماء قديمًا وحديثًا، والذي يترجّح وتطمئن إليه النفس صحّة سماعه منه؛ هذا لأمور، منها:
- أن سعيد بن المسيب أدرك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وهو وإن توفي وسعيد بن المسيب صغير السن، لكن صحّ أنه سمع عمر بن الخطاب يخطب على المنبر قبل وفاته؛ قال الحافظ ابن حجر -رَحِمَهُ اللهُ- في ترجمة سعيد بن المسيب من "تهذيب التهذيب"(٢/ ٤٥ - ط. الرسالة):
"وقد وقع لي حديثٌ بإسناد صحيح لا مطعن فيه، فيه تصريحُ سعيد بسماعه من عمر؛ قرأتُه على خديجة بنت سلطان؛ أنبأكم القاسم بن مظفَّر شفاهًا، عن عبد العزيز بن دُلَف، أن عليَّ بن المبارك بن نَغُوبَا أخبرهم؛ أخبرنا أبو نعيم محمد بن أبي البركات الجُمَّازي، أخبرنا أحمد بن المظفّر بن يزداد، أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان السَّقَّاء، حدثنا ابن خليفة، حدثنا مسدّد في مسنده، عن ابن أبي عَدِي، ثنا داود -وهو: ابن أبي هند- عن سعيد بن المسيّب قال: سمعتُ عمر بن الخطاب على هذا المنبر يقول: "عسى أن يكون بعدي أقوام يكذبون بالرجَّم، يقولون: لا نجده في كتاب الله. لولا أن أزيد في كتاب الله ما ليس فيه لكتبت أنه حق؛ قد رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورجم أبو بكر، ورجمتُ". هذا الإسناد على شرط مسلم" اهـ.