٢٤١ - وعن أبي قلابة، قال:"كنتُ بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار، فجاء أبو الأشعث، قال: قالوا: أبو الأشعث أبو الأشعث. فجلس، فقلتُ: حدَّث أخانا حديث عبادة بن الصامت.
قال: "نعم؛ غزونا غزاة - وعلى الناس معاوية -، فَغَنِمنَا غنائمَ كثيرة، فكان فيما غنمنا؛ آنية فضة، فأمر معاوية رجلًا أن يبيعها في أعطيات الناس، فتسارع الناسُ في ذلك، فبلغ عبادة بن الصامت، فقام فقال:"إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن بيع الذهَب بالذَّهَب، والفضة بالفضَّةِ، والبُرِّ بالبُرِّ، والشعير بالشعير، والتمرِ بالتمرِ، والملحَ بالملح؛ إلا سواءَ بسواء، عينًا بعين، فمن زادَ أو ازدادَ فقد أَرْبَى".
فردَّ الناسُ ما أخذوا، فبلغ ذلك معاوية، فقام خطيبًا، فقال:"ألا ما بالُ رجال يتحدَّثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديثَ قد كُنَّا نشهدُه ونصحبُه؛ فلم نَسمَعْهَا منه"!
فقام عبادة بن الصامت فأعاد القصة، ثم قال:"لنَتَحَدَّثَن بما سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن كَرِهَ معاوية- وفى رواية: وإن رغم أنف معاوية-، ما أبالي أن لا أصحبه في جنده ليلة سوداء".
أخرجه مسلم (١٥٨٧) والدارمي (٣/ ١٦٨٥/ ٢٦٢١ - الداراني) والبيهقي في "السنن الكبرى"(٥/ ٢٧٧) وابن عبد البر في "التمهيد"(٤/ ٧٨ - ٧٩ - الطبعة المغربية) والهروي في "ذم الكلام "(٢/ ٢٣٣/ ٣٠١). من طريقين عن أبي قلابة به:
١ - خالد الحذاء عنه به.
٢ - أيوب عنه به.
وأخرجه أحمد (٥/ ٣١٩) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(٧/ ١٠٤/ ٢٥٣٥) والنسائي في "الكبرى"(٤/ ٢٩/ ١٦١٥٩) وفي "المجتبى"(٧/ ٣١٩) أو رقم (٤٥٨٠) والبيهقي (٥/ ٤٧٨) والمزي في "تهذيب الكمال"(٧/ ١٦٤) والهروي في "ذم الكلام"(٢/ ٢٣٤/ ٣٠٢) وابن عبد البر في "التمهيد"(٤/ ٧٦، ٧٦ - ٧٧).