قال أبو حاتم محمد بن حبان بعد أن أخرج الأثر:"معنى (عندنا منه)؛ يعني: بأوامره ونواهيه وأخباره وأفعاله وإباحته - صلى الله عليه وسلم -".
وقال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللهُ- في "النهاية في غريب الحديث والأثر"(٣/ ١٣٦ - ط. العلمية) أو (٣/ ١٥٠ - الطبعة القديمة): "يعني: أنه استوفى بيان الشريعة وما يُحتاج إليه في الدين، حتى لم يَبْقَ مُشْكِلٌ، فضرب ذلك مثلًا.
وقيل: أراد أنه لم يترك شيئًا إلا بيّنه حتى بين لهم أحكام الطير وما يحلُّ منه وما يحرم، وكيف يُذبح، وما الذي يفدي منه المحرم إذا أصابه، وأشباه ذلك. ولم يُرِدّ أن في الطير علمًا سوى ذلك علّمهم إياه، أو رخَّص لهم أن يتعاطوا زَجْرَ الطير كما كان يفعله أهل الجاهلية!.
* * *
١١٩ - عن أبي سلمة، قال: مرّ أبو هريرةَ برجلِ من قريش يجرُّ شملةً، فقال له: "يا ابن أخي؛ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من جرَّ ثوبَهُ من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة".
قال الفتى: قد سمعنا ما تقول.
ثم مرَّ به مرَّة أخرى وهو كذلك، فقال له أبو هريرة مثل ذلك، فقال: قد سمعنا ما تقول؛ لئن عُدْتَ الثالثة لأحملتك على عنقي ثم لأكبن بك في الأرض.
فقال أبو هريرة:"لا أعودُ".
أخرجه علي بن حجر السَّعدي في "حديثه عن إسماعيل بن جعفر المدني"(رقم: ١٤٤) والخلال في "كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"(ص ٥٦).
من طريق: محمد بن عمرو، عن أبي سلمة به.
وهذا إسناد حسن.
والشطر المرفوع منه أخرجه البخاري (٥٤٥١، وفي مواضع أخرى) ومسلم (٢٠٨٧) وغيرهما.