فأما الإنقطاع، فقال أبو حاتم: لم يسمع مجاهد من عائشة.
وهذا مردود؛ فقد وقع التصريح بسماعه منها عند البخاري في غير هذا الإسناد، وأثبته علي بن المديني، فهو مقدَّم على من نفاه.
وأما الإضطراب، فلرواية أبي داود له عن محمد بن كثير، عن إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، بدل ابن أبي نجيح.
وهذا الإختلاف لا يوجب الإضطراب؛ لأنه محمول على أن إبراهيم بن نافع سمعه من شيخين، ولو لم يكن كذلك، فأبو نعيم شيخ البخاري فيه أحفظ من محمد بن كثير شيخ أبي داود فيه، وقد تابع أبا نعيم خلادُ بن يحيى، وأبو حذيفة، والنعمان بن عبد السلام، فرجحت روايته، والرواية المرجوحة لا تؤثر في الرواية الراجحة، والله أعلم".
* * *
٤٣١ - عن علقمة بن قيس -في قوله تعالى-: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ}[التغابن: ١١]، قال: "هو الرَّجلُ يُصَابُ بالمصيبةِ، فيعلم أنها من اللهِ، فيسلّم لذلك ويرضى".
صحيح. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (٣/ ٢٩٥)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (٢٨/ ١٣٨)، وابن أبي الدنيا في "الرضا عن الله بقضائه" (رقم: ٧)، والبيهقي في "السنن الكبير" (٤/ ٦٦)، وفي "شعب الإيمان" (٧/ ١٩٦/ رقم: ٩٩٧٧).
من طرق؛ عن الأعمش، عن أبي ظبيان حصين بن جندب، عن علقمة بن قيس به.
* * *
٤٣٢ - قال البخاري -رَحِمَهُ اللهُ-: حدثنا يحيى، حدثنا وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}[الأعراف: ١٩٩]- قال: "ما أنزل الله إلا في أخلاق الناس".
وفي لفظ عنده -علَّقه-: "أمر الله نبيَّه - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يأخذَ العفوَ من أخلاق الناس".