١٨٠ - وعن أنس - رضي الله عنه - قال:"لما كان اليوم الذي دخَلَ فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ؛ أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه؛ أظلمَ منها كل شيء. وما نفضنا عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الأيدي -وإنا لفي دفنه- حتى أَنْكَرْنَا قلوبَنَا".
صحيح. أخرجه أحمد (٣/ ٢٢١، ٢٦٨) أو رقم (١٣٣٣٦، ١٣٨٥٨ - قرطبة) والترمذي في "جامعه"(٣٦٢٢) وفي "الشمائل المحمدية"(رقم: ٣٩٥) وابن ماجه (١٦٣١) والبغوي في "شرح السنة"(١٤/ ٤٩ - ٥٠/ ٣٨٣٤) وفي "الأنوار في شمائل النبي المختار"(٢/ ٧٥٦ - ٧٥٧/ ١٢١٠) وابن حبان في "صحيحه"(١٤/ ٦٠١/ ٦٦٣٤) وأبو يعلى في "مسنده"(٦/ ٥١/ ٣٢٩٦) والحاكم (٣/ ٥٧) وعبد بن حميد في "المنتخب من المسند"(٢/ ١٢٨٧/٢٨٠) وابن سعد في "الطبقات"(٢/ ٢٧٤).
من طريق: جعفر بن سليمان الضّبَعي، عن ثابت، عن أنس به.
وهذا إسناد حسن. في جعفر بن سليمان كلام، لا ينزله عن مرتبة الحسن، لذا قال الحافظ:"صدوق زاهد، لكنه يتشيع".
قلت: وأحسن ما قيل فيه؛ قول ابن شاهين في "المختلف فيهم": "إنما تُكُلّمَ فيه لعلة المذهب، وما رأيتُ من طعن في حديثه إلا ابن عمار بقوله: جعفر بن سليمان ضعيف".
وقال البزار:"لم نسمع أحدًا يطعن عليه في الحديث، ولا في خطأ فيه، إنما ذُكِرَت عنه شيعيته، وأما حديثه فمستقيم". انظر "تهذيب التهذيب"(١/ ٣٠٨ - ط الرسالة).
قلت: وقد تكلم بعضهم في روايته عن ثابت؛ ولكني لم أجد من طعن فيه بسبب هذه الرواية، وإنما تكلموا في الإكثار من روايته عن ثابت.
وقد احتجّ به مسلم وغيره.
فتصحيح إسناده -كما فعل محقق مسند أبي يعلى، ومحقق صحيح ابن حبان -فيه نظر يسير، والصواب -والله أعلم- أنه حسن فقط.