وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني وفقه الله:"وسنده جيد، وهشام بن سعد فيه مقال؛ لكنه أثبت الناس في زيد بن أسلم، كما قال أبو داود، وروايته هنا عنه، والله أعلم" اهـ.
* * *
١٦١ - عن الحكم بن الأعرج، قال:"انتهيتُ إلى ابن عباس - رضي الله عنه - وهو متوسِّدٌ رِدَاءَهُ عند زمزم، فقلتُ له: أخبرني عن صوم يوم عاشوراء.
فقال: "إذا رأيتَ هلال المحرّم فاعدد، وأصْبحْ يومَ التاسع صائمًا".
قلتُ. هكدا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه؟
قال: "نعم".
أخرجه مسلم (١١٣٣) وأحمد (١/ ٢٣٩) أو رقم (٢١٣٥ - شاكر) وأبو داود (٢٤٤٦) والنسائي في "الكبرى" (٢/ ١٦٢/ ٢٨٥٩) والترمذي (٧٥٤) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢/ ٣١٣ - ٣١٤/ ٩٣٨٠ - العلمية) وابن خزيمة في "صحيحه" (٣/ ٢٩١/ ٢٠٩٦ - ٢٠٩٨).
من طرق؛ عن الحكم بن الأعرج به.
فقه الأثر:
قال ابن القيم -رَحِمَهُ اللهُ- في "زاد المعاد" (٢/ ٧٥ - ٧٦):
"فمن تأمل مجموع روايات ابن عباس تبيَّن له زوال الإشكال، وسعة علم ابن عباس، فإنه لم يجعل عاشوراء هو يوم التاسع؛ بل قال للسائل:"صم يوم التاسع"، واكتفى بمعرفة السائل أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر الذي يعدّه الناسُ كلهم يومَ عاشوراء، فأرشد السائل إلى صيام التاسع معه، وأخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصومه كذلك. فإما أن يكون فعل ذلك هو الأولى، وإما يكون حمل فعله على الأمر به وعزمه عليه في المستقبل ... " اهـ.