التوحيد، (٤٦) باب قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}. ووصله في "خلق أفعال العباد"(رقم: ١٨٦) قال: حدثنا يحيى بن كثير، ثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - وذكرت الذي كان من شأن عثمان بن عفان-: "وددتُ أني كنتُ نسيًا منسيًا، فوالله ما أحببتُ أن يُنتَهَكَ من عثمان أمر قط إلا قد انتُهِكَ مني مثله، حتى والله لو أجبت قتله لقتلت؛ يا عبد الله بن عدي! لا يغرنك أحد بعد الذي تعلم، فوالله ما احتقرت أعمال أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى نجم النفر الذين طعنوا عثمان، فقالوا له قولًا لا يحسن مثله، وقرؤوا قراءة لا يحسن مثلها، وصلوا صلاة لا يصلى مثلها، فلما تدبرت الصنيع إذا هم والله ما يقاربون أعمال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا أعجبك حسن قول امرئ فقل:{اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}، فلا يستخفنك أحد".
وإسناده صحيح، كما قال محققه الأستاذ الفاضل بدر البدر.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(٦/ ١٨٧٧/ ١٠٠٥٤) من طريق: يونس، عن الزهري، عن عروة به،
وأخرجه معمر في "جامعه" كما في نهاية "مصنف عبد الرزاق"(١١/ ٤٤٧/ ٢٠٩٦٧).
* * *
١٣٤ - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال:"لم يكن أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُتَحَزِّقِينَ ولا مَتَمَاوتينَ، وكانوا يتناشدونَ الشِّعْرَ في مجالسهم، ويذكرونَ أمرَ جاهليتهم، فإذا أُريدَ أحدٌ منهم على شيءٍ من أمر الله دارَتْ حماليقُ عَيْنَيْهِ كأنه مجنون".
حسن. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(رقم: ٥٥٥) وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد"(رقم: ١١٩٩ - ط دار الكتاب العربي) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(٥/ ٢٧٩ - ٢٨٠/ ٢٦٠٤٩ و ٧/ ١٦٩/ ٣٤٩٤٦ - العلمية) وابن الجوزي في "تلبيس إبليس"(ص ٣٣٥ - ٣٣١ - ط. دار الخير) وابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف"(رقم: ٤٠ - ط ابن حزم).