أهل السنة انكار ذلك عليهم، ويتَّهِمُونَهُم بأنهم ينكرون الذِّكرَ والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك" اهـ.
* * *
٤٦ - قال الإمام الحافظ ابو عبد الرحمن النسائي -رَحِمَهُ اللهُ-: أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: أخبرنا التيمي، عن أبي مجلز، عن قبس بن عُبَادٍ، قال:
"بينا أنا في المسجد في الصف المقدّم فجبذني رجلٌ من خلفي جَبْذَةً، فنَحَّاني وقام مقامي، فوالله ما عَقَلْتُ صلاتي، فلما انصرف فإذا هو أبيّ بن كعب، فقال: يا فتى! لا يَسُؤْكَ اللهُ؛ إن هذا عهدٌ من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا أن نَلِيَهُ، ثم استقبل القبلةَ فقال: هَلَكَ أهلُ العُقَدِ وربّ الكعبة -ثلاثًا- ثم قال: والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على من أضلُّوا.
قلت: يا أبا يعقوب! ما يعني بأهل العُقد؟ قال: الأمراء".
أخرجه النسائي في "السنن الصغرى" -المجتبى- (٢/ ٨٨) أو رقم (٨٠٧ - المعرفة) وفي "الكبرى" (١/ ٢٨٧/ ٨٨٢) وابن خزيمة في "صحيحه" (رقم: ١٥٧٣) وعبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ٥٣ - ٥٤/ ٢٤٦٠) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ١٣٣).
وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (١/ ١٧٤/ رقم: ٧٧٨).
فقه الأثر:
فيه: أن السنَّة أن يَلِيَ الإمامَ أولوا الأحلام والنهى، وأنهم هم أحق بالصف الأول، وهذا يؤيده قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: "ليلني منكم أولوا الأحلام والنُّهَى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ... ".
والمقصود بأولي الأحلام والنهى؛ أولوا العلم والفقه والفطنة، ذلك أنه ربما احتاج الإمام إلى من يفتح عليه في القراءة إن كان في صلاة جهرية، أو يحتاج لمن يستخلفه إذا أحدث، أو لأن يُذكَّرَ إن سهى ... وهكذا.