للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: وهذا واضح وبيّن، يبيّنه قول أبي حازم: "لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -"، ومعنى ينمي: يُرْفَعُ ويُسْنَدُ.

وفيه: أن السُّنَّةَ هي: وضع اليد اليمنى على ذراع اليسرى في الصلاة.

ويؤيّد هذا ما رواه ابن عباس رضي الله عنه -ما، أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "إنا معشر الأنبياء أُمرنا أن نؤخّرَ سحورنا ونُعَجِّلَ فِطرَنَا، وأن نمسِكَ بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا". أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (رقم: ١٧٦٧).

ومنه حديث وائل بن حجر، أنه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه حين دخل في الصلاة فكبر، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى .. " أخرجه مسلم (٤٠١) وغيره.

والآثار في ذلك كثيرة جدًا عن الصحابة والتابعين، لعلنا نخرج بعضها في هذه السلسلة إن شاء الله تعالى.

قال الإمام أبو عيسى الترمذي -رَحِمَهُ اللهُ- في "جامعه" (٢/ ٣٣): "العمل عند أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والتابعين ومن بعدهم على هذا؛ يَرَوْنَ أن يضعَ الرجلُ يمينَه على شماله في الصلاة".

وقال ابن عبد البر -كما في "الفتح" (٢/ ٢٦٣) -:

"لم يأتِ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه خلاف، وهو قول الجمهور من الصحابة والتابعين، وهو الذي ذكره مالك في الموطأ، ولم يحكِ ابن المنذر وغيره عن مالك غيره، وروى ابن القاسم عن مالك الإرسال، وصار إليه أكثر أصحابه، وعنه التفرقة بين الفريضة والنافلة .. ". وانظر "التمهيد" (٥/ ٥٩ - الطبعة المرتبة - دار الفاروق) أو (٢٠/ ٧٤ - المغربية).

قال أبو عبد الله -غفر الله له-: وبهذا تعلم ما عليه بعض المالكيين (المنتسبين إلى المذهب المالكي) وبخاصة في الشمال الإفريقي من مخالفتهم للسنة النبوية، بل ولإمام مذههم الامام مالك -رَحِمَهُ اللهُ-، عندما يسدلون أيديهم في الصلاة، فقد تبيَّن لك أيها السُّنيّ أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قُدْوَتنا جميعًا نحن معاشر المسلمين - أنه قبض يديه في الصلاة، بل وأن الإمام