لكن قول عروة مخالف لما صحَّ عن النبي في تعيين المسجد الذي أسس على التقوى بمسجده - صلى الله عليه وسلم -.
والمسألة فيها تفصيل أكثر مما ذكرنا، ونكتفي بهذا القدر، والحمد لله.
* * *
٥٨٦ - قال الإمام البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا غيلان بن جرير، قال:
قلتُ لأنسٍ: أرأيت اسمَ الأنصارِ؛ كنتم تُسَمَّوْنَ به، أم سمَّاكم الله؟
قال:"بل سمَّانا اللهُ".
كنَّا ندخلُ على أنسٍ، فيُحدّثنا بمناقب الأنصار ومشاهدهم، ويُقْبِلُ عليَّ أو على رجل من الأزدِ، فيقول:"فَعَلَ قومُكَ يومِ كذا وكذا، كذا وكذا".
أخرجه البخاري (٣٧٧٦)، وفي (٣٨٤٤) شطره الأخير.
وأخرج النسائي في "الكبرى"(٦/ ٣٥٩/ رقم: ١١٢٣١) شطره الأول.
* * *
- كراهية السلف الإكثار من الفتيا:
٥٨٧ - قال أبو محمد الدارمي: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابنِ مسعود، قال:"إن الذي يُفْتِي الناسَ في كلِّ ما يُسْتَفْتَى لمجنونٌ".
صحيح. أخرجه الدارمي (١/ ٢٧٢/ رقم: ١٧٦)، والبيهقي في "المدخل"(٧٩٨)، وأبو خيثمة في "العلم"(١٠)، وابن بطة في "إبطال الحيل"(٦٦)، وابن عبد البرّ في "جامع بيان العلم"(٢/ ٨٤٣، / ١١٢٣ رقم: ١٥٩٠، ٢٢٠٦)، والطبراني في "المعجم الكبير"(٩/ رقم: ٨٩٢٣، ٨٩٢٤)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(رقم: ١١٩٤، ١١٩٥).
من طرق؛ عن الأعمش به.
وأخرجه ابن عبد البرّ (٢/ ١١٢٤/ رقم: ٢٢٠٨) من طريق: أبي النضر، ثنا