عنها وخلع خُفَّيهِ فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته، فخاض بها المخاضة، فقال أبو عببدة:
"يا أمير المؤمنين؛ أأنتَ تفعلُ هذا؟! تخلعُ خُفَّيْكَ وتضعهما على عاتِقِكَ، وتأخذُ بزمام ناقتِكَ، وتخوضُ بها المخاضة! ما يسرُّني أن أهل البلد استشرفوكَ"!
فقال عمر:"أوه! لو يَقُل ذا غيرك أبا عبيدة؛ جعلتُه نكالًا لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. إنا كُنَّا أذَلَّ قومٍ، فأعَزَّنا اللهُ بالإسلام، فمهما نطلبُ العِزَّ بغير ما أعزنا اللهُ به؛ أذلَّنا الله".
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(١٣/ ٤١، ٢٦٣ - ٢٦٤ - الهندية) أو (٨/ ١٤٦ - الفكر) أو (٧/ ٢٨، ١١٣/ ٣٣٨٣٦، ٣٤٤٣٣ - العلمية) والحاكم في "المستدرك"(١/ ٦٢ و ٣/ ٨٢) وهناد في "الزهد"(رقم: ٨١٧) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ص ٢ - ترجمة عمر- دار الفكر) والدينوري في "المجالسة"(٢/ ٢٧٣/ ٤١٨).
من طريق: أبي معاوية، عن الأعمش، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب به.
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه الحاكم (١/ ٦١ - ٦٢) وأبو داود السجستاني في "الزهد"(رقم: ٦٩) وابن المبارك في "الزهد"(رقم: ٥٨٤) والبيهقي في "شعب الإيمان"(٦/ ٢٩١/ ٨١٩٦) وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(١/ ٤٧).
من طريق: سفيان بن عيينة، ثنا أيوب بن عائذ الطائي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب به. وبعضهم أسقط من الإسناد أيوب بن عائذ.
قال الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين .. "، ووافقه الذهبي. وقال الشيخ الألباني في"الصحيحة"(١/ ١١٨ - المعارف): "وهو كما قالا".