عمر-رَحِمَهُ الله- قدوم هذا الرجل المدينة، وعرف أنه سأل عن متشابه القرآن، وعن غير ما يلزمه طلبه مما لا يضره جهله، ولا يعود عليه نفعه، وإنما كان الواجب عليه حين وفد على إمامه أن يشتغل بعلم الفرائض والواجبات، والتفقه في الدين من الحلال والحرام، فلما بلغ عمر -رَحِمَهُ اللهُ- أن مسائله غير هذا؛ علم من قبل أن يلقاه أنه رجلٌ بطَّال القلب، خالي الهمة عما افترضه الله عليه، مصروف العناية إلى ما لا ينفعه، فلم يأمن عليه أن يشتغل بمتشابه القرآن والتنفير عما لا يهتدي عقله إلى فهمه، فيزيغ قلبه، فيهلك، فأراد عمر -رَحِمَهُ اللهُ- أن يكسره عن ذلك، ويذلَّه، ويشغلَه عن المعاودة إلى مثل ذلك ... ".
* * *
- من علامات آخر الزمان:
- قال الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة -رَحِمَهُ اللهُ-: أخبرنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو-[- رضي الله عنهما -]-، قال:
"يأتي على الناس زمانٌ يجتمعون ويُصَلُّونَ في المساجد، وليس فيهم مؤمِنٌ".
صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان" (١٠١)، وفي "المصنف" (٦/ ١٦٣/ رقم: ٣٠٣٤٦ - العلمية) و (٧/ ٥٠٥/ رقم: ٣٧٥٧٥)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤٤٢)، والآجري في "الشريعة" (١/ ٢٦٩ - ٢٧٠/ رقم: ٢٦٠، ٢٦١، ٢٦٢)، والخلال في "السُّنَّة" (رقم: ١٣٠٨)،
من طرق؛ عن الأعمش به.
ورواه عن الأعمش غير فضيل: سفيان، وشعبة، فأمِنَّا من التدليس.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وقال الشيخ الألباني في تحقيقه لكتاب "الإيمان" (ص ٤٠/ رقم: ١٠١): "إسناده موقوف صحيح على شرط الشيخين".