١٤٩ - عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال:"لما توفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قلتُ لرجلِ من الأنصار: يا فلان؛ هَلُمَّ فَلْنَسأَلْ أصحابَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنهم اليوم كثير.
فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس! أترى الناسَ يحتاجون إليكَ وفي الناسِ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من ترى؟!
قال: فتركَ ذلك، وأقبلتُ على المسألة وتَتَبُّع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن كان لَيَبْلُغنِي الحديثُ عن الرجلِ فآتيه -وهو قَائِلٌ-، فأتوَسَّدُ ردائي على بابه، فَتُسْفِي الريحُ على وجهي الترابَ، فيخرجُ فيراني، فيقول: يا ابن عمّ رسول الله؛ ما جاء بك؟ ألا أرسَلْتَ إليَّ فآتيك. فأقول: لا؛ أنا أحقُّ أن آتيكَ. فأسألَهُ عن الحديث.
قال: فبقي الرجلُ حتى رآني؛ وقد اجتمع الناسُ عليَّ؛ فقال: كان هذا الفتى أعقلَ منّي".
صحيح. أخرجه الدارمي في "مسنده"(١/ ٤٦٧ - ٤٦٨/ ٥٩٥ - الداراني) والحاكم في "المستدرك"(١/ ١٥٦) والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(١/ ٢٣٥ - ٢٣٦/ ٢١٩ - الرسالة) والطبراني في "المعجم الكبير"(١٠/ رقم: ١٠٥٩٢) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(١/ ٣٦٥ - ٣٦٦/ ٥٠٧ - ابن الجوزي) والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(١/ ٥٤٢).
من طريق: يزيد بن هارون، ثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وهو أصل في طلب الحديث وتوقير المحدّث".