وأغلب من أخرج الأثر أخرج بعده قول الإمام أحمد أنه سئل عن هذا الأثر، فقال:"ما أجرؤ على هذا أن أقول؛ لكن السنة تفسّر القرآن وتبيّنه".
وقال البيهقي:"ومعنى ذلك أن السنة مع الكتاب أقيمت مقام البيان عن الله، كما قال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤]، لا أن شيئًا من القرآن يخالف السنة".
١٢٦ - عن عمر بن عبد العزيز -رَحِمَهُ اللهُ-، قال:"سَنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وولاةُ الأمرِ بعدَهُ سُنَنًا؛ الأَخْذُ بها تصديق لكتاب الله -عَزَّ وَجَلَّ-، واستكمال لطاعة الله، وقوَّة على دين الله، من عَمِلَ بها مُهْتَدٍ، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتَّبَعَ غير سبيل المؤمنين، وولَّاه اللهُ ما تولَّى".
أخرجه الخلّال في "السنة"(٤/ ١٢٧/ ١٣٢٩) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(١/ ٣٥٧/ ٧٦٦) وابن بطة في "الإبانة"(رقم: ٢٣٥) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(٢/ ١١٧٦/ ٢٣٢٦٢).
من طريق: عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس، قال: قال عمر بن عبد العزيز .. فذكره.
وهذا إسناد صحيح إلى مالك بن أنس، لكنه لم يسمع من عمر بن عبد العزيز.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث"(رقم: ٥ - بتحقيقي، ط. عالم الكتب) من هذه الطريق؛ إلا أنه لم يذكر عمر بن عبد العزيز، بل جعله من قول مالك بن أنس.