لسَنَّةُ - عليه السلام - أو فعله ولو مرَّة في العمر؛ كما فعل في صوم عاشوراء، وفي الثُّلث الغابر من الليل، ولمَّا لم يفعله؛ بَطُلَ كونه مخصوصًا بالفضيلة، ولا هو فرض ولا سُنَّةٌ باتفاق، فلم يبقَ لتخصيصه بالصيام وَجْهٌ؛ فَكُرِهَ صيامُه والدوام عليه؛ حذرًا من أن يُلْحَقَ بالفرائض والسُّنَن الراتبة عند العوام.
فإن أحبَّ امرؤٌ أن يصومَهُ على وَجْهِ تُؤْمَنُ فيه الذريعةُ وانتشارُ الأمر حتى لا يُعَدَّ فرضًا أو سنة؛ فلا بأس بذلك" اهـ.
* * *
١٥٣ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كانت أمي تُعَالِجُنِي للسُّمُنَةِ، نريدُ أن تدخلَني على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما استقامَ لها ذلك حتى أكلتُ القِثَّاء بالرُّطَبِ، فسَمِنْتُ كأَحسن سمنة".
أخرجه أبو داود (٣٩٠٣) والنسائي في "الكبرى" (٤/ ١٦٧/ ٦٧٢٥) وابن ماجه (٣٣٢٤) وأبو نعيم في "الطب" (ق ١٤٠/ ١) - كما في "الصحيحة" (١/ ١٢٣ - المعارف).
من طريق: هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.
وصحح إسناده الألباني في "الصحيحة" (١/ ١٢٣).
والقثاء: نوع من أنواع اللقطين، يشبه البطيخ.
ومما يدلُّ عليه الأثر أن أكل القثَّاء بالرطب يسمن البدن، وقد فضل ابن القيم في فوائد القثَّاء والرطب في الطب النبوي من "زاد المعاد" فليراجع.
وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه كان يأكل الرطب بالقثاء. أخرجاه في الصحيحين.
* * *
١٥٤ - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قرأ على المنبر: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١)} [عبس: ٣١] فقال: "هذه الفاكهة قد عَرَفْنَاها؛ فما الأبّ"؟ ثم رجع إلى نفسه، فقال: "لعمركَ؟ إن هذا لهو التكَلُّف يا عمر".
صحيح، أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (١/ ١٨١/ رقم: ٤٣ - ط.