للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: فالسند صحيح إن كان ابن جريج سمعه من عطاء؛ فقد كان مدلّساً، وقد عنعنه، ولكن قوله في آخر الحديث: "وقد رأيتُ عطاء يصنع ذلك"؛ مما يشعر أنه تلقَّى ذلك عنه مباشرة؛ لأنه يبعد جدًّا أن يكون سمعه عنه بالواسطة، ثم يراه يعمل بما حدّث به عنه، ثم لا يسأله عن الحديث ولا يعلو به، هذا بعيد جدًّا، فالصواب أن الإسناد صحيح.

ثم رأيتُ في "مصنف عبد الرزاق" (٢/ ٢٨٤/ ٣٣٨٦) ما يؤيد ما ذكرته من التلقي عن عطاء مباشرة" اهـ.

قال أبو عبد الله -عفا الله عنه-: قول الطبراني: "تفرَّد به حرملة"؛ مُتَعَقَّبٌ برواية سعيد بن الحكم بن أبي مريم، قال: أخبرني عبد الله بن وهب به - عند ابن خزيمة والحاكم والبيهقي.

وقول العلامة الألباني بأن محمد بن نصر؛ هو: ابن حميد الوازع البزار؛ غير دقيق، والأقرب أنه: محمد بن نصر أبو جعفر الهمداني حمويه؛ وهو الذي يروي عن حرملة بن يحيى، وهو صدوق رحَّال؛ كما في "تاريخ الإسلام" (ص ٣٠٠/ حوادث: ٢٩١ - ٣٠٠) و"بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني" للعلامة حماد الأنصاري -رَحِمَهُ اللهُ- (ص ٣١٣/ رقم: ٦٢١).

وقول محقق"مجمع البحرين" الأستاذ عبد القدوس بن محمد نذير (٢/ ٩١): "محمد بن نصر القطان؛ لم أجده"! بعيد. والله تعالى أعلم.

* * *

٢٦٠ - وعن زيد بن وهب، قال: خرجتُ مع عبد الله- يعني: ابن مسعود -من داره إلى المسجد، فلما توسَّطنا المسجد؛ ركع الإمام، فكبَّرَ عبدُ الله وركع وركعتُ معه، ثم مشينا راكعَيْنِ، حتى انتهينا إلى الصف حين رفع القوم رؤوسَهُم، فلما قضى الإمام الصلاة؛ قمتُ وأنا أرى أني لم أدْرِكْ، فأخذ عبدُ الله بيدي وأجلسني، ثم قال: "إنك قد أدركتَ".

أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١/ ٢٢٩/ ٢٦٢٢ - العلمية) وعبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ٢٨٣/ ٣٣٨١) والطحاوي في "شرح معانى الآثار" (١/ ٣٩٧/ ٢٣٢٢ - عالم الكتب) والطبراني في "المعجم الكبير" (٩/ رقم: ٩٣٥٣، ٩٣٥٤، ٩٣٥٥) والبيهقي (٢/ ٩٠ - ٩١).