وأخرجه النسائي في "الكبرى"(٦/ ٦٣) وابن جرير في "التاريخ"(١/ ٩٦) وأبو الشيخ في "العظمة"(٥/ ١٥٦٦/ ١٠٣٤).
وحسَّن إسناده الشيخ الألباني في "ظلال الجنة".
وحكم النسائي على هذه الطريق بالنكارة!
خلاصة الكلام: أن حديث أبي هريرة المرفوع صحيح، فإن له أكثر من طريق - وإن تكُلّم في بعضها؛ فبمجموعها يصح.
أما أثر عبد الله سلَّام فله حكم الرفع فهو لا يقال من جهة رأيه ولا ريب، ويشهد له الرواية المرفوعة.
والحمد لله على ما أنعم وأجزل وأكرم.
* * *
٢٧٥ - عن أبي وائل، انه قال: لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره، قال: فقال: "اتَّهِمُوا الرَّأْيَ على الدين، فلقد رأيتني يوم أبي جندل؛ لو أستطيع أن أردَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره لرددتُ، واللهُ ورسولُه أعلم، وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا في أمر يُفْظِعُنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه قبل هذا الأمر، ما نسُدُّ منه خصماً إلا انفجر علينا خصم، ما ندرى كيف نأتي إليه".
أخرجه البخاري (٤١٨٩) و (٧٣٠٨) والبيهقي في "المدخل"(١/ ٢٠٠ - ٢٠١/ ٢١٨) وابن حزم في "الإحكام"(٦/ ١٠٢٢) من طريق البخاري، حدثنا الحسن بن إسحاق، ثنا محمد بن سابق، ثنا مالك بن مغول، قال: سمعث أبا حصين، قال: قال وائل ... فذكره.
فقه الأثر:
قوله:"فلقد رأيتني يوم أبي جندل .. "؛ فسَّره رواية البخاري في التفسير (٤٨٤٤) عن حبيب بن ثابت، قال: أتيث أبا وائل أسأله، فقال: كنا بصفين، فقاله رجل: ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب الله؟ فقال علي:"نعم". فقال سهل بن حنيف: "اتهّموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبة -يعني: الصلح الذي