والطبراني في "المعجم الكبير"(٩/ رقم: ٨٥٨٩، ٨٥٩٠) وفي "المعجم الأوسط"(٧/ ٣١١/ ٧٥٩٠ - الحرمين) وابن عدي في مقدمة كتابه "الكامل"(١/ ١٦٤ - الفكر) أو (١/ ٢٦٠، ٢٦١) وابن الأعرابي في "معجمه"(رقم: ٩٢٦) واللالكائي في "شرح الأصول"(رقم ١٠١) وأبو نعيم في "الحلية"(٨/ ٤٩).
من طرق؛ عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن وهب، عن عبد الله به.
وإسناده صحيح؛ وإن كان فيه أبو إسحاق السبيعي، فقد رواه عنه جمع من الثقات؛ منهم سفيان الثوري، وهو من أثبت الناس فيه كما في "تهذيب الكمال" للحافظ المزي (٢٢/ ١٠٩).
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(٩/ رقم: ٨٥٩١، ٨٥٩٢) من طريقين؛ عن شعبة وزيد بن حبان، عن زيد بن وهب، عن أبي إسحاق به.
قال الطبراني:"هكذا رواه شعبة عن أبي إسحاق، عن زيد بن وهب. وتابعه زيد بن حبان: اهـ.
تنبيه: وهم محقق "مجمع البحرين" للهيثمي (١/ ٢١٠) -ط. الرشد- في اعتبار سعيد بن وهب، أنه الثوري الهمداني الكرفي، ثم نقل قول الحافظ عنه أنه "مقبول".
والصواب: أن سعيد بن وهب الذي في الإسناد هو: الهمداني الخيواني الكوفي والد عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، المترجم قبل السابق، وهو ثقة، وهو الذي يروي عن عبد الله بن مسعود، أما السابق فلا رواية له عنه، والله أعلم.
فقه الأثر:
هذا أثر عظيم عزيز، فيه أصل عظيم من أصول العلم؛ وهو وجوب أخذ العلم عن الأكابر، وقد وردت الآثار الكثيرة في ذلك.
والمقصود بالأصاغر هنا: "أهل البدع، أو: من لا علم عنده.
ويحتمل أن يُراد بهم: من لا قَدْرٌ له ولا حال، ولا يكون ذلك إلا بنبذ الدين والمروءة، فأما من التزمهما فلا بد أن يسمو أمره ويعظم قدره". ["الحوادث والبدع" للطرطوشي (ص ٨٠ - ط. ابن الجوزي)].