وروى وكيع في كتابه، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: سمعت عمر يقرأ في المغرب في الركعة الأولى بالتين والزيتون، وفي الثانية {أَلَمْ تَرَ} و {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)}.
وعن الربيع، عن الحسن؛ أنه كان يقرى فى المغرب {إِذَا زُلْزِلَتِ}
والعاديات، لا يدعهما ...
وخرّج أبو داود في "سننه" [٨١٥] عن ابن مسعود؛ أنه كان يقرأ في المغرب {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١)}.
وعن هشام بن عروة؛ أن أباه كان يقرأ في المغرب بنحو ما تقرؤون، والعاديات ونحوها من السور.
وهذا ما يُعَلَّلُ به حديثه عن مروان، عن زيد بن ثابت، كما تقدم.
وذكر الترمذي: أن العمل عند أهل العلم على القراءة في المغرب بقصار المفضل، وهذا يشعر بحكاية الإجماع عليه".
ثم ذكر الأحاديث والآثار التي تدل على القراءة بقصار المفصل. ثم قال:
"وأشار أبو داود إلى نسخ القراءة بالأعراف، واستدلّ له بعمل عروة بن الزبير بخلافه، وهو رواية".
ثم قال: "فإن قرأ في المغرب بهذه السور الطوال نفي كراهته قولان:
أحدهما: يكره؛ وهو قول مالك.
والثاني: لا يكره، بل يُستحَبُّ؛ وهو قول الشافعي؛ لصحة الحديث بذلك. حكى ذلك الترمذي في "جامعه"، وكذلك نص أحمد على أنه لا بأس به.
ولكن إن كان ذلك يشق على المأمومين فإنه يكره أن يشقَّ عليهم كما سبق ذكره". اهـ.
قلت: وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ بالمطول وبالقصار.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٢/ ٢٩٠ - ٢٩١): "وطريق الجمع بين هذه الأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان أحيانًا يطيل القراءة في المغرب؛ إما لبيان