ثم ردَّ أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إلى الفضل بن العباس، فقال أبو هريرة:"سمِعْتُ ذلك من الفضل ولم أسْمَعْهُ من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -".
قال: فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك.
قلتُ لعبد الملك: أقالتا: في رمضان؟
قال: كذلك؛ كان يصبح جننا من غير حلم ثم يصوم".
أخرجه مسلم (١١٠٩) هكذا.
وأخرجه البخاري (١٩٢٥، ١٩٢٦) قال: حدثنا عبدُ الله بن مَسْلَمة، عن مالك، عن سُمَيِّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة، أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن، قال: "كنتُ أنا وأبي حين دخلنا على عائشة وأم سلمة".
(ح) حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام؛ أن أباه عبدَ الرحمن أخبر مروان؛ أن عائشة وأمّ سلمة أخبرتاه: "أن رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يُدْرِكُهُ الفجرُ وهو جُنُبْ من أهله، ثم يغتسلُ، ويصومُ".
وقال مروان لعبد الرحمن بن الحارث: أُقسم بالله لتُقَرِّعَن بها أبا هريرة -ومروان يومئذٍ على المدينة-. فقال أبو بكر: فكره ذلك عبد الرحمن، ثم قُدِّر لنا أن نجتمع بذي الحُليفة -وكانت لأبي هريرة هناك أرضٌ-، فقال عبد الرحمن لأبي هريرة: إني ذاكرٌ لك أمرًا، ولولا مروان أقسمَ عليَّ فيه لم أذكُرْهُ لك؛ فذكر قول عائشة وأم سلمة.
فقال: كذلك حدثني الفضل بن عباس، وهو أعلم".
وأخرجه مالك في "الموطأ"(١/ ١٩١/ ١١) -١٨ - كتاب الصيام، (٤) باب ما جاء في صيام الذي يصبح جنبًا في رمضان.