الجمعة؛ إِذْ دَخَلَ رجلٌ من المهاجرين الأوَّلينَ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فناداه عمر:"أَيَّةُ ساعةٍ هذه"؟
قال:"إني شُغِلْتُ؛ فلم أنقلِبْ إلى أهلي حتَى سمعتُ التأذينَ، فلم أَزِدْ أن توضأْتُ".
فقال:"والوضوء أيضًا! وقد عَلِمْتَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرُ بالغُسْلِ! ".
أخرجه البخاري (٨٧٨)، ومسلم (٨٤٤/ ٣) من طريق: الزهري به.
وأخرجه البخاري (٨٨٢) -مختصرًا- ومسلم (٨٤٥) من طريق: أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن، حدثني أبو هريرة، قال:"بينما عمر بن الخطاب يخطبُ الناسَ يومَ الجمعة؛ إِذْ دَخَلَ عثمان بن عفان، فعرَّضَ به عمر، فقال: ما بالُ رجالِ يتأخرونَ بعد النداء؟!.
فقال عثمان: يا أمير المؤمنين؛ ما زدتُ حين سمعتُ النداءَ أَنْ توضأْتُ، ثم أقبلتُ.
فقال عمر: والوضوءَ أيضا! ألم تسمعوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا جاء أحدُكم إلى الجمعة؛ فليغتسل".
فقه الأثرين:
قال شيخُنا العلّامة عبد الله بن صالح العُبيلان - حفظه الله تعالى - في كتابه الماتع "النكت العلميَّة على الروضة الندية" (ص ٩٥ - ٩٢):
"المتأمّل للنصوص يرى أنَّ سببَ أَمْرِهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - بالغُسلِ ليوم الجمعة ما رواه البخاري (١) عن عائشة، قالت:"كان الناسُ ينتابونَ الجمعةَ من منازلهم والعَوَالي، فياتونَ في الغُبَارِ، فيصيبهُم الغُبَارُ والعَرَقُ، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إنسان منهم -وهو عندي-، فقال صلى الله عليه وآله وسلم -: "لو أنكم تَطَهَّرتُم ليومِكم هذا"! وفي رواية: "لو اغتسلتُم".