من طريق؛ وكيع، ثنا سفيان، ثنا حُميد، عن أنس، قال:"رآني عمر وأنا أصلّي، فقال: القبر أمامك؛ فنهاني".
وأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن منيع -كما في "المطالب العالية"(رقم: ٣٣٩ - ط. العاصمة) - قالا: ثنا هشيم، أنا حميد، عن أنس - رضي الله عنه -، قال:"كنتُ أُصلي إلى قبر، فرآني عمر - رضي الله عنه -، فجعل يقول: "القبرَ القبرَ! فجعلتُ لا أفهمُ ما يريدُ، فرفعتُ رأسي إلى السماء، فقال: القبر أمامك".
ثم أخرجاه من طريق: هشيم، أنا منصور، عن الحسن، عن أنس، عن عمر - رضي الله عنه - بمثل ذلك.
قال الحافظ ابن حجر: "هذا خبر صحيح؛ علقه البخاري (١)".
وأخرجه محمد بن هشام النُّميري في حديثه عن مروان الفزاري (٧) ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبير" (٢/ ٤٣٥)، والحافظ في "تغليق التعليق" (٢/ ٢٣٠)، عن مروان، ثنا حميد، عن أنس، قال: "قمتُ يومًا أُصلّي وبين يدي قبرٌ لا أشعرُ به، فناداني عمر: القبر، القبر! وظننتُ أنه يعني القمر. فقال لي بعض من يليني: إنما يعني القبر؛ فتنحَّيْتُ عنه".
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢/ ١٥٥/ رقم: ٧٥٧٤ - العلمية) أو (٢/ ٣٧٩ - الهندية) أو (٣/ ٤٧٢/ رقم: ٧٦٤٩ - الرشد) من طريق: حفص، عن حُجية، عن أنس به.
وهذا إسناد يصلح في المتابعات.
والأثر صحّحه البوصيري في "الإتحاف" (١/ ١٧٦).
فقه الأثر:
فيه النهي عن الصلاة عند القبور أو إليها -كما هو المستقرُّ في شريعتنا الغرَّاء- خلافَا لما عليه بعض الجهلة من العوام!، وكثير من مبتدعة زماننا، مضاهاة لفعل المشركين-!
(١) في "صحيحه " (١/ ٦٢٤ - فتح) ٨ - كتاب الصلاة، (٤٨) باب: هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويُتَّخَذُ مكانها مساجد.