طارق بن عبد الرحمن البجلي: صدوق حسن الحديث، فقد وثَّقه كثير، وإن تكلم فيه بعض الحفاظ؛ فقد أخرج له البخاري من روايته عن سعيد بن المسيّب.
ورواية سعيد بن المسيّب عن عمر - رضي الله عنه - تحمل على الإتصال - كما كنت بيَّنتهُ في الجزء الأول من هذه السلسلة، انظر:(١/ ١٣٩ - ١٤٠) - وزد عليه: أن البخاري أخرج له عن عمر بن الخطاب في "صحيحه"(٤٤٥٤).
وقد رأيتَ في الأثر السابق أنه روى عن أبيه، عن عمر - رضي الله عنه -، فالظاهر أنه لا يروي عن عمر إلا ما سمعه، أو رآه، أو كان محمولًا على السماع، وغير ذلك؛ فإنه يذكر الواسطة بينهما، والله أعلم.
* * *
٦٢٥ - وروى عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال:"كان أصحابُ محمدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم - أسرعَ الناسِ إفطارًا، وأبطَأَهم سحورًا".
أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٢٢٦/ رقم: ٧٥٩١)، والبيهقي في "السنن الكبير"(٤/ ٣٩٨/ رقم: ٨٢١٨ - ط. الرشد) من طريق: سفيان الثوري به.
وقال الهيثمي في "المجمع"(٣/ ١٥٤): "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح".
وصحَّح إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح"(٤/ ١٩٩).
وفي الباب آثار أخرى، سنوردها -إن شاء الله تعالى- في هذه السلسلة المباركة.
وهذه الآثار موافقة لما ثبت في صحيح السُّنَّة المرفوعة: من الأمر بتعجيل الفطر وتأخير السحور، وفق الله المسلمين للإلتزام بهذه السُّنَّة.