قال وهب: فقلتُ: قال الفتى: يا أيوب؛ أَمَا كان في عظمةِ الله وذِكْرِ الموتِ ما يُكِلُّ لسانكَ، ويقطع قلبك، ويكسرُ حُجَّتَكَ؟!.
يا أيوب؛ أمَا علِمتَ أن لِلَّهِ عِبَادًا أَسْكَتَتْهُمْ خَشْيَةُ الله مِنْ غَيرِ عِيّ ولا بُكم، وإنهم همِ النُّبلاءُ الفُصحاءُ، الطلقاءُ الأَلبَّاءُ، العالِمُونَ باللهِ وآياته؛ ولكنهم إذا ذكَرَوا عظمةَ اللهِ انقطعت قلوبُهم، وكلَّت ألسنتهم، وطاشَتْ عقولُهم وأحلامُهم، فَرَقَا من اللهِ، وهيبةَ له، وإذَا استفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ- بالأعمال الزاكية.
لا يستكثِرُونَ لِلَّهِ الكثيرَ، ولا يَرضَوْنَ له بالقليل.
يعدُّون أنفسَهم مع الظالفين الخاطئين؛ وإنهم لأَتْرَاهٌ أبرارٌ. ومع المُضَيعينَ المفرِّطينَ؛ وإنهم لأكياسٌ أقوياء. ناحِلُونَ ذائبونَ. يراهم الجاهلُ، لْيقول: مرضى! وليسوا بمرضى، قد خولطوا وقد خالط القومَ أمرٌ عظيم".
خبر جيّد لا بأس به. أخرجه الآجري في "أخلاق العلماء" (٤٨)، وفي "الشريعة" (١/ ١٩٣ - ١٩٤/ ر قم: ١٣٥ - ط. الوليد سيف النصر)، وابن المبارك في "الزهد" (١٤٩٥)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (١/ ٣٤٦ - ٣٤٩/ رقم: ٧٨)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٠/ ٧٩ - ط. دار الفكر).
من طريق: أبي الحكم به.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" (١/ ١٩٤/ رقم: ١٣٦) من طريق: عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، حدثني موسى بن أبي درم به.
وأخرجه الدينوري في: "المجالسة" (٣/ ٤١١ - ٤١٢/ رقم: ١٠٢١) ومن طريقه ابن عساكر (١٠/ ٧٨) من طريق: محمد بن يونس، نا الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن ابن عباس، به نحوه مختصرًا.