للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحوطة، ومنارته التي هي أو بابها فيه، ومن عين بنذره الاعتكاف أو الصلاة بمسجد غير الثلاثة لم يتعين إلا مسجد قباء (١).

وأفضلها المسجد الحرام، ثم مسجده ، ثم الأقصى (٢)، فمن نذر اعتكافًا أو صلاة في أحدها لم يجزه غيره إلا أفضل منه.

ويبطل الاعتكاف بالخروج من المسجد لغير عذر عامدًا، وبنية الخروج وإن لم يخرج، وبالوطء في الفرج ولو ناسيًا، وبالإنزال بالمباشرة لما دون الفرج، وبالردة والسكر لا بالإغماء.

وحيث بطل وجب استئناف النذر المتتابع غير المقيد بزمن ولا كفارة (٣)، فإن كان مقيدًا بزمن معين استأنفه وعليه كفارة يمين، وإن خرج لعذر غير معتاد كشهادة واجبة، ومرض، وقيء بغتة، وخوف فتنة ولم يتطاول فهو على اعتكافه، ولا يقضي الوقت الغائب بذلك، فإن


(١) مسجد قباء: يقع جنوب غربي المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالى ٥ كيلو مترات، وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله : "من توضأ فأحسن الوضوء ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك كعدل عمرة"، وأقام رسول الله بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الإثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، ويوم الخميس، وأسس مسجده، وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله حين أسسه كان هو أول من وضع حجرًا في قبلته، ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان، انظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العنكبوتية.
(٢) المسجد الأقصى: هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل، الواقعة في جنوب شرق مدينة القدس المسورة، والتي تعرف بالبلدة القديمة، ويشمل قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى والمسمى بالجامع القبلي، ثاني مسجد وضع في الأرض، عن أبي ذر الغفاري، قال: قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصل". انظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العنكبوتية.
(٣) قال ابن ضويان الحنبلي : لأنه أمكن الإتيان بالمقدور على صفته فلزمه كحالة الابتداء. انظر: منار السبيل (١/ ٢١٦).

<<  <   >  >>