للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبرًا (١) وزد من عظمه وشرفه ممن حجه واعتمره تعظيمًا وتشريفًا (٢) وتكريمًا ومهابة وبرًا، الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا كما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه، وعز جلاله، والحمد لله الذي بلغني مكة، ورآني لذلك أهلًا، والحمد لله على كل حال، اللَّهم إنك دعوت لحج بيتك الحرام، وقد جئتك لذلك، اللَّهم تقبل مني واعف عني، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت (٣).

ثم يطوف مضطبعًا في كل أسبوعه استحبابًا، بأن يجعل وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن، وطرفيه على عاتقه الأيسر، يبتدئ المعتمر بطواف العمرة (٤)، والقارن والمفرد بطواف القدوم، فيحاذي الحجر الأسود (٥) بكل بدنه، ويمسحه بيده اليمنى ويقبله ويسجد عليه، فإن شق عليه مسحه وقبل يده، فإن شق استلمه بشيء وقبله، وإن شق أشار إليه بيده أو بشيء ولا يقبله، ثم يقول: بسم الله والله أكبر (٦)، اللَّهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد .

ويجعل البيت عن يساره ويطوف سبعًا، يرمل الأفاقي في هذا الطواف


(١) البر: ضد العقوق، وجمع البر أبرار، وجمع البار أبرار، وفلان يبر خالقه، أي: يطيعه، انظر: مادة برر في مختار الصحاح (١٩).
(٢) الشرف: العلو والمكان العالي، وشرفه الله تشريفًا، أي: عده شرفًا، انظر: مادة شرف في لسان العرب (٩/ ١٧٠)، ومختار الصحاح (١٤١).
(٣) قال ابن عبد البر : ليس هذا القول من سنن الحج، ولا من أمره، وذكر عن بعض أصحاب مالك، وعن جماعة من سلف أهل المدينة. وانظر: الكافي (١٣٩).
(٤) لأن الطواف تحية المسجد الحرام، فاستحبت البداءة به. وانظر: حاشية الروض المربع (٤/ ٩٤).
(٥) الحجر الأسود يوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة، وهو حجر ثقيل بيضاوي الشكل، أسود اللون مائل إلى الحمرة، وقطره ٣٠ سم، ويحيط به إطار من الفضة، ويسن للطائف تقبيل الحجر في كل شوط إن أمكن، أو يشير إليه بيده، انظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العنكبوتية.
(٦) لأن أشوط الطواف كركعات الصلاة، والتكبيرات للطواف للافتتاح كتكبيرات الصلاة. وانظر: حاشية الروض المربع (٤/ ٩٨).

<<  <   >  >>