(١) لعل -والله أعلم-، أن في المسألة تفصيلًا: فإن كان الذاهب للعراف لمجرد التعرف والاستقصاء والسؤال من دون اعتقاد صدقه، أو مع اعتقاد كذبه، أنه ينطبق عليه حديث النبي ﷺ: "من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا"، لكن إن كان القصد من السؤال التصديق والاستعلام عن المغيبات، فهذا لا شك في أنه ينطبق عليه حديث النبي ﷺ: "من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد". يعني: الكفر الأكبر المخرج من الملة؛ لأنه ادعى شريكًا لله في معرفة الغيب. والله تعالى أعلم. (٢) الحلولية: الذين يزعمون أن معبودهم في كل مكان بذاته، وينزهونه عن استوائه على عرشه، وعلوه على خلقه، ولم يصونوه عن أقبح الأماكن وأقذرها، وهؤلاء هم قدماء الجهمية، الذين تصدى للرد عليهم أئمة الحديث، كأحمد بن حنبل وغيره، انظر: معارج القبول (١/ ٣٧٠)، والشريعة (١/ ٢٩١)، واعتقادات المسلمين والمشركين (٧٤). (٣) المباحية: نسبة إلى استباحة المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة، وهم قوم يحفظون طامات لا أصل لها، وتلبيسات في الحقيقة، وهم يدعون محبة الله تعالى، وليس لهم نصيب من شيء من الحقائق، بل يخالفون الشريعة، ويقولون: =