الواسطي في الفَنِّ الأوَّل من المَقَالَة الخَامِسَة. ورَجَعَ كذلك إلى طبعة فليجل بوَصْفِها ممثلةً لِعِدَّةِ مَخطوطات لم يجد دَاعِيًا للرجوع إليها مُبَاشَرَةً.
ونَظَرًا لأنَّ طَبْعَة فليجل كانت الطَّبْعَة العِلْمِيَّة المعول عليها، فقد أشَارَ في الهامش الدَّاخِلي لطَبْعَتِه إلى أرقام صَفَحاتها لتشهِيل المقابلة على الباحثين. ورَجَعَ إلى طَبْعَةِ طَهْرَان بتحقيق رضا تجدد للإفَادَة من الزيادات التي اقتبسها من مخطوطة تونك بالهند؛ لأنَّه تَعَذَّرَ عليه الرَّجوع إليها مباشرةً، ورَجَعَ إلى طَبْعَة القاهرة للإفادة من الزيادات التي ذُيِّلَت بها، أخذا عن العلامة أحمد تيمور باشا. وكُلُّها دلائل على أنَّ المُحَقِّقَ كان ينوي إخْرَاجَ النَّص كاملا، لأنَّ هذه الزِّيَادَات الموجودة في طَبْعَتِي طهران والقاهرة تَخُصُّ المَقَالَة الخَامِسَة من الكتاب، بينما تَوَقَّفَ عَمَلُ المحقق عند نهاية المقالة الرَّابِعَة.
وهذه النَّشْرَةُ هي النَّشْرَةُ الوَحِيدَةُ - منذ صُدُور نَشْرَة فليجل - التي الْتَزَمَت بالقَوَاعِد المعروفة لنشر النُّصوص القديمة، لَوْلا أَنَّ مُحَقِّقَها قام بملء الفَرَاغَات الخاصة بأسْمَاء المؤلِّفين وسِنِي الوَفَاة وقَوَائِم الكُتب، التي بَيَّضَ لها النديم، بالرجوع إلى كُتُبِ التَّرَاجِم، وعلى الأخصِّ "إرْشَاد الأريب"(مُعْجَم الأدباء) لياقوت الحموي و "وَفَيَّات" ابن خلِّكان و "إنْبَاه" القِفْطي، وغير ذلك من الكُتب التي اسْتَقَت مُعْظَمَ مادَّتها من "فِهْرِسْت" النَّديم، والتي يَبْدُو له أَنَّها أَخَذَت عن نُسَخٍ أفْضَل وأكْمَل من المخطوطات التي وقعت إلينا.
وأدْرَكَ المُحَقِّقُ أنَّه بهذا التَّدَخُّل قد يكون حَرَّفَ الكتابَ وأَدْخَلَ فيه ما لَيْسَ منه، ولكنَّه وَجَدَ أَنَّه حَقَّقَ بذلك إرَادَة النديم نفسه وعَمِل بوَصِيَّته واسْتَشْهَد على ذلك بما ذكره النديم بخصوص كُتب الدَّاعي إلى الله النَّاصر للحَقِّ الزَّيْدي [فيما يلي ١: ٦٨٢]، ثم أضَافَ: "ولَسْنَا أَوَّلَ من أَقْدَمَ على هذا العَمَل، فقد سَبَقَ أَنْ زِيدَت في مخطوطات الكتاب زِيَادَاتٌ وأُضِيفَت إليه إضَافَاتٌ قَصْد الإفَادَة،