فلمَّا صَارَ ابْنُ الأَحْيَاء إلى الظُّلْمَة أَصَابَها قد تَحَاكَت، فحَدَثَ منها بقُوَّةِ النُّور الذي حَصَلَ فيها، كَوْنَان: ذَكَرٌ وأَنْثَى، فمَضَى وعَادَ إلى النُّور وإلى مَعْدِن الحَيَاةِ والنفوس، فأخَذَ منها وألْبَسَهَا ذلك المَوْلُودِين.
وأنَّه يَذْكُر أَنَّ الماء، الذي هو صَبَابَةُ الاحْتِكَاك، خُلِقَ منه السَّمَوَاتُ والأَرَضُون وما فيها من النجوم والمياه والجبال. وكان يَطْعَنُ على عِيسَى ويُعَجِّزَه، ويَكْتُم مَذْهَبَه ولا يُذيعُه، ولا كِتَابَ له.
والذي يُحْفَظُ من كَلامِه وكلام أصْحَابه:"نحن الَّذِينَ حَفَرْنَا السَّرْبَ في العالم، فسَرَقْنَا من الدُّنْيا المالَ العَظِيم، فعُمْنَا، فَذَهَبْنَا إِلَى النَّهْرِ. فَذَهَبْنَا بِهِن سُودًا وأتَيْنَا بهن بيضا، ورَدَدْنَاهُن مُشْرِقَات مُضِيئَات". هذا الكلامُ يُغَنُّون به مُلَحَّنًا مَوْزُونًا. ويُشْبِه مَذْهَبُهم في هذا مَذَاهِب الخُرَّمِيَّة.
< مَقَالَةُ> الدَّشْتِيّين
يَزْعُمُون أَنَّه لم يكن غير الظُّلْمَة فَقَط، وكان في جَوْفِها الماء، وفي جَوْفِ الماء الريح، وفي الرِّيح الرَّحِم، وفي الرَّحِم المَشِيمَة، وفي المَشِيمَة البَيْضَة، وفي البَيْضَةِ المَاءُ الحَيّ، وفي المَاءِ الحَيّ ابن الأحْيَاء العَظِيم. وارْتَفَعَ إِلى العُلُوِّ، فَخَلَقَ البريات والأشياء والسَّمَوَات والأرْضَ والآلهة. قالوا: وأبوه الظُّلْمَةِ لا يَعْلَم، ثم عاد.
< مَقَالَةُ> المُهَاجِرِين
هؤلاء يَقُولُون بالمَعْمُودِيَّة والقرابين والهَدَايَا ولهم أَعْيَادٌ. ويَذْبَحُون في بيعهم البَقَرَ والغَنَمَ والخَنَازِيرَ، ولا يَمْنَعُون نِسَاءَهُم من أَئِمَّتِهم، ويُبيحُون الزِّنَى.