للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال محمد <بن إسْحَاق >: قدِ اسْتَقْصَيْتُ هذا المَعْنَى وغَيْرَهُ ممَّا يُجَانِسُه، في مَقَالَةِ الكِتابة وأدَوَاتِها من الكتاب الذي ألَّفْتُهُ في "الأَوْصَافِ والتَّشْبِيهَات" (١).

الكَلامُ على القَلَمِ السُّرْيَانِي (a)

ذَكَرَ تِبادُورُس المفَسِّر (٢)، في تَفْسِيرِه للسِّفْرِ الأَوَّل من التَّوْرَاةِ: أَنَّ الله خَاطَبَ آدَمَ باللِّسَانِ النَّبَطِي، وهو أَفْصَحُ اللِّسَانِ السُّرْيَانِي، وبه كان يَتَكَلَّمُ أَهْلُ بَابِل. فلمَّا بَلْبَلَ الله الأَلْسِنَةِ تَفَرَّقَت الأم إلى الأَصْقَاعِ والمَوَاضِعِ وتَبَقَّى لِسَانُ أَهْلِ بَابِل على حَالِهِ. فأَمَّا النَّبَطِيُّ، الذي يَتَكَلَّمُ بِهِ أَهْلُ القُرَى، فهو سُرْيَانِي مَكْسُور غير مُسْتَقيم اللَّفْظ.

وقال غَيْرُه: اللِّسَانُ الذي يُسْتَعْمَلُ في الكُتُبِ والقِرَاءَة - وهو الفَصِيحُ - فلِسَانُ أهْلِ سُوريا وحَرَّان. والخَطُّ السُّرْيانِي، اسْتَخْرَجَهُ العُلَمَاءُ واصْطَلَحُوا عليه وكذلك سائر الكتابات.

وقال آخَرُ: إِنَّ في أحَدِ الأَنَاجِيلِ، أو في غيره من كُتُبِ النَّصَارَى، أَنَّ مَلَكًا يُقالُ له سيمُورَس عَلَّمَ آدَمَ الكِتَابَة السُّرْيَانية على ما في أَيْدِي النَّصَارَى في وَقْتِنا هذا.

وللسُّريانيين (a) ثَلاثَةُ أقلام وهي: المَفْتُوح، ويُسَمَّى أَسْطَرَنْجالا، وهو أَجَلُّها وأحْسَنُها ويُقالُ له الخط الثَّقيل. ونَظِيرُه "قَلَمُ المَصَاحِف والتَّحْرِيرُ".


(a) ك ١ ك ٢: السورياني.
(b) الأصل وك ١: السوريانيين.