أَنَّهُم يَحْتَفِظُون بالجَنَاحِ الأَيْسَرِ من الفَرَاريج التي تكُون في سِرِّ بَيْتِ الآلِهَة، الرِّجال، يُعَرِّقُونَهُ على الاسْتِقْصَاء ويُعَلِّقُونَهُ في أَعْنَاقِ الصِّبْيَان وقلائِد النِّسَاء وعلى أَوْسَاطِ الحَوَامِل. ويَزْعُمُون أَنَّ هذا حِفْظٌ وحِرْزٌ عَظِيم.
وقال الثِّقَةُ: وقد كان فيهم قَدِيمًا مَقَالاتٌ وبِدَعٌ ولا أَعْلَمُ أهِي فيهم اليَوْم أم لا؟ منها أنَّ طَائِفَةً منهم، يُسَمَّون "الرُّوفُسِيين"، كانت نِسَاؤُهم لا يَلْبَسْن ولا يَتَحَلَّيْن بذَهَبٍ ألْبَتَّة ولا يَلْبَسْنَ خُفًّا أَحْمَر، وكان لهم في كلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ يُضَحُّون فيه الخنَازِير ويُقَرِّبونها لآلِهَتِهِم، وكانوا يأكُلُونَ في ذلك اليَوْم كلَّ ما وَقَعَ في أَيْدِيهم من لُحُوم الخَنَازِير. وطَائِفَةٌ أخْرى مَذْهَبُهم أنْ يَلْزَمُوا بُيُوتَهم، ويَحْلِقُون رُؤُوسَهُم بالموَاسِي أو بالنُّورَة. وكان فيهم نِسْوَةٌ إذا هنّ تَزَوَّجْنِ الْأَزْوَاجَ يَحْلِقْن رُؤُوسَهُن على مِثْل ذلك (a).
تَارِيخ رُؤَسَاءِ الصَّابِئِين الحَرْنَانيين الذين جَلَسُوا على كُرْسِي الرِّئَاسَة في الإسْلام، مُنْذُ عَهْدِ عَبْدِ المَلِكِ بن مَرْوَان وذَلِك في سَنَة أرْبَعٍ وألْفٍ للإسْكَنْدَر (١)
أوَّلُهم: ثَابِتُ بن أحُوسَا، رَأَسَ أَرْبعًا وعِشْرِين سَنَةً. ثَابِتُ بن طَبُون، رَأْسَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. ثَابِتُ بن قَرْثِيَا رَأَسَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. ثَابِتُ بن إِيلْيَا، رَأَسَ عِشْرِينَ سَنَةً. قُرَّةُ ابن ثَابِت بن إيلْيَا، رَأسَ إحدى وعِشْرِينَ سَنَةً. جَابِرُ بن قُرَّة بن