للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثَّلاثَة كُمُري. وما بقي من عِظَامِه وأعْضَائِه وغَضَارِيفِه وعُرُوقِه وأَوْرَادِه، يَحْرِقُهُ الكُمُرِيُّون (a) قُرْبَانًا للآلِهَة.

[أيلول]

في ثَلاثَة أيَّام منه يَطْبُخُون مَاءً يَسْتَحِمُّون به سِرًّا للشَّمَال لرَئِيس الجِنّ، وهو الإلَهُ الأعْظَمُ، ويَطْرَحُون في هذا المَاءِ شَيْئًا من طَرْفَاء وَشَمْع وصَنَوْبَر وقَصَبٍ وشَطْرَج، ثم يُغْلُونَه، ويَجْعَلُون ذلك قَبْل أن تَطْلَع الشَّمْس، ويَصُبُّونَه على أَبْدَانِهِم مِثْل السَّحَرَة. ويَذْبَحُون في هذا اليوم ثمانية خِرْفَان، سَبْعَة للآلِهَة ووَاحِدًا لإلَه الشَّمَال، ويأكُلُونَ في مَجْمَعِهِم ويَشْرَبُ كلُّ وَاحِدٍ سَبْعَة كَاسَات من خَمْر. ويأخُذُ الرَّئِيسُ منهم لبَيْتِ المَال من كلِّ رَأْس دِرْهَمَين.

وفي يَوْم سِتّةٍ وعِشْرين من هذا الشَّهْر يَخْرُجُون إلى الجَبَل، ويَعْمَلُونَ اسْتِقْبَالَ الشَّمْس وزُحَل والزُّهْرَة. ويَحْرِقُون ثَمَانِيَة فَرَارِيج ودِيُوكٍ عُتْقٍ، وثَمَانِيَة خِرْفَان. ومَنْ كان عليه نَذْرٌ لرَبِّ البَخْتِ يَأخُذُ دِيكًا عَتِيقًا أو فَرُوجًا وَيَشُدُّ فِي جَنَاحِه بُوصِينًا قد أشْعَل طَرَفَيْه بالنَّار، ويُرْسِل الفَرُّوج لرَبِّ البَخْت، فإِنِ احْتَرَقَ الفَرُّوجُ كلُّه فقد قُبِلَ نَذْرُهُ، وإنِ انْطَفأ انْطَفَى البُوصِين قَبْلَ أَنْ يَحْتَرِقَ الفَرُّوج فلم يَتَقَبَّلْ منه رَبُّ البَخْت النَّذْرَ ولا القُرْبَان.

وفي يَوْم سَبْعَة وعشرين ويَوْم ثمانية وعِشْرين لهم أَسْرَارٌ وقَرَابِينُ وذَبَائِحُ وإحْرَاقَاتٌ للشَّمَال، وهو الرَّبُّ الأَعْظَمُ، وللشَّيَاطِين والجِنّ الَّذين تُدَبِّرُهُم وتَوقِّيهم وتُعْطِيهم البَخْت.


(a) الأصْل: يحرقونه الكمريين.