الفَنُّ السَّابع من المَقَالَةِ السَّادِسَة من كِتَابِ الفِهْرِسْت في أخْبَارِ العُلَمَاء وأسْمَاء ما صَنَّفُوه من الكُتُبِ الطَّبَرِيُّ وأصْحَابُه
قال محمَّدُ بن إسْحَاق النَّدِيم، قال أبو الفَرَج المُعَافَى بن زَكَرِيَّا النَّهْرَوَانِيّ: هو أبو جَعْفَر محمَّدُ بن جَرِير بن يَزِيد بن خَالِد الطَّبَرِيّ الآمُلِيّ (١)، عَلَّامَةُ وَقِتْه وإمَامُ عَصْرِه وفَقِيهُ زَمَانِه. وُلِدَ بآمُل سَنَة أرْبَعٍ وعِشْرين ومائتين، ومَاتَ في شَوَّال سَنَة عَشْرٍ وثلاث مائة، وله سَبْعٌ وثَمانُون سَنَةً.
(١) رَغْم أن مَكانَة محمد بن جَرير الطَّبَري تقوم، أوَّلًا وقَبْل كل شيء، على الأثرين المُهِمَّيْن اللذين وَصَلا إلينا: "تاريخ الأُمَم والملوك" و"جَامع البَيَان في تَفْسير القرآن"، فقد آثَرَ النَّديمُ أنْ يفرده بفَصْلٍ مُسْتَقِلّ في مقالة الفقهاء، حيث أسَّسَ الطَّبَرِيُّ - بعد عَوْدَتِه من مصر - مَدْرَسَةً فِقْهِيَّةً عُرِفَت بـ "الجَرِيريَّة"، رَغْم أنَّها لم يُتَح لها الذُّيُوع والانْتِشار، وإنْ كان ما ذكره النَّديم يُعَبِّر تعبيرًا صَادِقًا عن الحياة الفكرية كما في النِّصْفِ الثَّاني للقَرْن الرَّابع الهجري. راجع في ترجمته الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السلام ٥٤٨:٢ - ٥٥٦؛ ياقوت الحموي: معجم الأدباء ٤٠:١٨ - ٤٩٤ القفطي: إنباه الرواة ٨٩:٣ - ٩٠؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ١٩١:٤ - ١٩٢؛ ابن أنجب: الدر الثمين ١٩ - ٢٢؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٢٦٧:١٤ - ٢٨٢، معرفة القراء الكبار ٢١٢:١ - ٢١٣ (القاهرة)؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٨٤:٢ - ٢٨٧؛ السبكي: طبقات الشافعية الكبرى ١٢٠:٣ - ١٢٨؛ ابن حجر: لسان الميزان ٥: ١٠٠ - ١٠٣؛ الداودي: طبقات المفسرين ١٠٦:٢ - ١١٤؛ C. E. BOSWORTH، E ١ art. al - Tabari X، pp. ١١ - ١٦.