كان الاسْتِقْبالُ الطَّيِّبُ الذي لقيته نَشْرَتي الأولى لكتاب "الفهرست" لأبي الفرج محمد بن إسحاق النديم وسُرْعَة نَفادِها، دَافِعًا لي لإعادة النظر في هذه النَّشْرَة وإعدادِ نَشْرَةٍ جَدِيدَةٍ للكتاب تَتلافى ما تَسَرَّبَ إلى النَّشْرَة الأولى من هنات مع تحديث مَعْلُوماتها. وأخَذْتُ كذلك في الاعتبار المُلاحظات التي زَوَّدَني بها العديد من الأصدقاء والتي سَجَّلُوها على نُسَخهم الشَّخْصِيَّة.
وقد أعَدْتُ قِراءَة هذه النَّشْرَة ومُقابَلَتها كلمةً كلمة على الأصل المنقول من دُسْتُورِ المؤلِّف المكتوب بخطِّه، وتتبَّعْتُ كذلك البحوث والدراسات الحديثة المتعلقة بموضوع الكتاب والتي ظَهَرَت مؤخرًا، وأحَلْتُ إليها القارئ الكريم، وأعدتُ كذلك ترتيب كشافات الكتاب وتعديلها، وعلى الأخص كشافات العناوين.
وجاء نص الكتاب في هذه النَّشْرَة الجديدة في مجلدين، يَسْبِقُهُما مُجَلدٌ يَشْتَمِلُ على دراسة الكتاب، ويَلْحَقَّهُما مُجَلَّدٌ يَشْتَمِلُ على كشافات الكتاب.
* * *
وكُنتُ قد أشَرْتُ في مُقَدِّمَة النَّشْرَة الأولى [٨٥ - ٩٠] إلى مشروعات نَشْرِ هذا الكتاب والتي لم يُقَدَّر لها الاكْتِمال: مَشْرُوع المستشرق الألماني يوهان فيك JOHANNE FUCK، ومَشْرُوع العالم المغربي الرَّاحِل محمد بن تاويت الطنجي.
وكانت كلية الإلاهيات بجامعة أنْقَرَة بتركيا قد دَعَتْني في أوائل عام ٢٠١١ م للمُشَارَكة في المؤتمر الدولي الذي تنظمه في الفترة بين ١٣ - ١٤ أكتوبر من العام نفسه للاحتفال بذكرى العالم المغربي الرَّاحِل محمد بن تاويت الطنجي