والمهمّ في مثل هذه الأحوال - عَمَلًا بالأمانة العلمية هو الإشارة إلى هذه الزِّيَادَات وذكر مراجعها ليُفَرِّقَ القارئ بين النَّص الأصلي وبين ما أُدْخِلُ عليه" [المقدمة صفحة ٣٣ - ٣٥]. وهي المآخِذُ نَفْسُهَا التي عِبْنَاهَا على هذه النسخ.
وأضاف كذلك أنَّه لاحَظَ أَنَّ النَّديمَ لم يُراجع كِتَابَه مُرَاجَعَةً دَقِيقَةً، حيث نَرَاهُ يذكر كتبا مؤلَّفَةً في مَوْضُوعٍ من الموضوعات ثم يُهمل ذكرها في قَوَائِم كُتب أصْحَابها، أو يَذْكُر مُؤَلِّفا في أكثر من مَوْضِع فقام "بمهمَّة التَّوحِيد والترتيب" وعلى الأخصِّ عند ذكر النديم لرُوَاة الشِّعْر في المقالة الرابعة، وعَدَّ ذلك "تحسينا للنَّصِّ وتَوْضِيحًا له"!
لقد قامَ المُحَقِّقُ بِجُهْدٍ مُهِمٍّ في إخْرَاجِ نَصٍّ المقالات الأربع الأولى للكتاب يُحْمَدُ له، لَوْلا كلَّ هذه الإضافات والتَّعديلات التي سَمَحَ لنفسه بالقيام بها وكان يَجب أن يكون مَكانُها في هَوَامِش الكتاب لا في صُلْبِ النَّص نفسه، حتى وإن أشار إليها، "ليكون الباحِثُ على بَيِّنَةٍ" على حَدِّ قَوْله. وهو نَفْسُ عَيْب النُّسَخِ المُخَالِفَة لنُسْخَة شيستربيتي وشَهِيد علي باشا المنقولة من دُسْتُور المؤلف، حيث أضافت هذه النُّسَخُ زيادات وإضافات لم تكن في دُسْتُور المؤلّف.
وذَيَّلَ المُحَقِّقُ نَشْرَتَهُ للجزء الأول من الكتاب بكشافات تفصيلية: للأعلام، وللكتب الوَارِدَة في الكتاب، وللبلدان والمدن والأماكن، وكشَّاف للأبيات الشِّعرية، حيث قَامَ المُحَقِّقُ لأوَّلِ مَرَّة بِاثْبَات بُحُورِ الأبيات الوَارِدَة في النَّص.
نَشْرَةُ نَاهِد عَبَّاس
ظَهَرَت هذه النَّشْرَةُ كذلك عام ١٩٨٥ م عن دار قَطَرِي بن الفُجَاءَة بالدوحة، وهي في الأساس عَمَلٌ تَقَدَّمَت به مُحَقِّقَتُه الدكتوره ناهد عباس عُثْمَان للحصول على دَرَجَة