للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي العَبَّاس ثَعْلَب (١). وسَمِعْتُ جَمَاعَةً من العُلَمَاءِ يُضَعِّفُون حِكَايَتَه ويَنْسِبُونَه إلى التَّزَيُّد، وكان نِهَايَةً في النَّصَبِ والمَيْلِ على عليٍّ، ، وكان يَنْزِل في سِكَّةِ أبي العَنْبَر (٢).

وتُوفِّي سَنَة خَمْسٍ وأَرْبَعين [وثَلاث مائة]، وله سِتٌّ وثَمانُون سَنَةً، [لقَّاهُ الله عَمَلَهُ].

وله من الكُتُبِ: "كِتَابُ اليَاقُوت" في اللُّغَة.

خَبر هذا الكِتَابِ وَكَيْفَ صَحَّ

قَرَأَتُ بخَطِّ أبي الفَتْح عُبَيْد الله بن أحمد النَّحْويّ (٣) عليه - وكان صَدُوقًا بَحَّاثًا مُنَقِّرًا -: وكان أبو عُمَر محمَّدُ بن عبد الوَاحِد، صَاحِبُ أبي العَبَّاس ثَعْلَب، ابْتَدأ بإمْلاءِ هذا الكِتَاب - "كِتَاب الياقُوت" - يوم الخَمِيس للَيْلَةٍ بَقِيَت من المحرَّم سَنَة سِتٍّ وعِشْرين وثلاث مائة في جَامِع المَدِينَة، مَدينَة أبي جَعْفَر، ارْتِجَالًا من غير كِتَابٍ ولا دُسْتُور، فمَضَى في الإِمْلاءِ مَجْلِسًا مَجْلِسًا إلى أَنِ انْتَهَى إلى آخِرِه. وكَتَبْتُ ما أمَلاه مَجْلِسًا يَتْلُو مَجْلِسًا. ثم رَأى الزِّيَادَةَ فيه، فَزَادَنِي أَضْعَافَ ما


(١) ويُعرف بـ "غُلام ثَعْلَب"، راجع في ترجمته الزبيدي: طبقات النحويين واللغويين ٢٠٩؛ الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السَّلام ٦١٨:٣ - ٦٢٣؛ ابن الأنباري: نزهة الألباء ٢٧٦ - ٢٨٠؛ ياقوت الحموي: معجم الأدباء ٢٢٦:١٨ - ٢٣٤؛ القفطي: إنباه الرواة ١٧١:٣ - ١٧٧؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ٤: ٣٢٩ - ٣٣٣؛ ابن عبد المجيد: إشارة التعيين ٣٢٦ - ٣٢٧؛ ابن فضل الله العمري: مسالك الأبصار ٧: ٥٢ - ٥٥؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٥٠٨:١٥ - ٥١٣ وتذكرة الحفاظ ٨٧٣:٣ - ٨٧٦؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٧٢:٤ - ٧٣؛ ابن حجر: لسان الميزان ٢٦٨:٥ - ٢٦٩؛ السيوطي: بغية الوعاة ١٦٤:١ - ١٦٦؛ CH. PELLAT، El ٢ art. Ghulam Tha'lab II، p. ١١١٩.
(٢) قارن مع ابن أنجب: الدر الثمين ١٥٨.
(٣) أبو الفَتْح عبيد الله بن أحمد بن محمد المعروف بجُخْجُخ النَّحْوي (فيما تقدم ١٨٠ هـ).