للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عِيسى بن صُبَيْح المُرْدَار

وهو أبو مُوسَى عِيسى بن صُبيح المُرْدَار (١)، من كبار المُعْتَزِلَة من المُقَدَّمِين. أَخَذَ عن بِشْرِ بن المُعْتَمِر وهو الذي أظْهَرَ الاعْتِزَالَ ببَغْداد وعنه انْتَشَرَ وفَشَا.

قال الصِّلْحِيُّ (٢): مَاتَ عِيسَى سَنَة سِتٍّ وعِشْرين ومائتين، وكذلك ذَكَرَ الخَيَّاطُ وقال: إنَّه كان إذا لَقِيَ أَحَدَ أَصْحَابه قال له: "نحن لم نَتَصَادَقَ المَوَدَّةَ حين الْتَقَيْنا، وإنما كان ذلك حين اتَّفَقْنا".

ولأبي محمَّد اليَزِيدِيّ (٣) يُخاطِبُ المأمُون ويَذْكُر عِيسى بن صُبَيْح: [الكامل]

يا أيُّهَا المَلِكُ المُوَحِّدُ رَبَّهُ … قَاضِيكَ بِشْرُ بن الوَلِيدِ حِمَارُ

يَنْفِي شَهَادَةَ مَنْ يَدِين بِما بِه … نَطَقَ الكِتَابُ وَجَاءَتِ الآثارُ

وَيَعُدُّ عَدْلًا مَن يَقولُ إلهُهُ … شَبَحٌ تُحِيطُ بجِسْمِه الأقطارُ

عِندَ المَرِيسِيِّ اليَقينُ برَبِّه … لَوْ لَمْ يَشُب تَوْحِيدَه إِجْبَارُ (٤)


(١) ويُسَمَّى رَاهِب المعتزلة، راجع، أبا الحسين الخياط: الانتصار ٦٦ - ٧١؛ البلخي: باب ذكر المعتزلة ٧٤؛ المسعودي: مروج الذهب ٥: ٢٢؛ أبا سعيد السيرافي: أخبار النحويين البصريين ٤٧ - ٤٨؛ القاضي عبد الجبار: فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ٢٧٧ - ٢٧٩؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ١٠: ٥٤٨؛ ابن: حجر لسان الميزان ٤: ٣٩٨؛ ابن المرتضى: طبقات المعتزلة ٧٠ - ٧١؛ VANESS.J Theologie، III، pp. ١٣٤ - ٤٢; V، pp. ٣٣١ - ٣٩.
(٢) ربَّما كان أبا محمد الحَسَن بن محمد الصِّلْحِي الذي تَرْجَمَ له الصَّفديُّ وقال: كان من أعْيَان بَغْداد وتَوَلَّى الكتابة لابن رَائِق الأمير، ورَوَى عنه القاضي أبو عليّ بن المُحَسِّن بن عليّ بن محمد التَّنُوخي في كتاب "النِّشْوَار"، تُوفِّي سنة ٣٧٦ هـ / ٩٧٦ م. (الوافي بالوفيات ١٢: ٢٢٢)
(٣) أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي (فيما تقدم (١٣٨ - ١٣٩).
(٤) وَرَدَت هذه الأبيات عند أبي سعيد =