كانت أَوَّلَ نَشْرَةٍ صَدَرَت لكِتَابِ "الفِهْرِست" للنَّدِيم النَّشْرَةُ التي أَعَدَّهَا المُسْتَشْرِقُ الألماني جوستاف فليجل GUSTAVE FLUGEL (١٨٠٢ - ١٨٧٠ م). وأتَمَّها تِلْمِيذَاه يوهانس رُيديجر THANNES RODIGER (١٨٤٥ - ١٩٣٠ م) وأوجست ميللر AUGUST MULLER (١٨٤٨ - ١٨٩٢ م)، وصَدَرَت في جُزْءيْن في ليبتسج بعد وَفَاة فليجل؛ الجُزء الأوَّل صَدَرَ سَنَة ١٨٧١ م، ويَشْمَلُ نَصَّ الكتاب واخْتِلاف القراءات وتتصَدَّرُه المُقَدِّمَةُ التي أعَدَّها فليجل للكتاب ومُقَدِّمَةُ ريديجر. والثَّاني سنة ١٨٧٢ م، ويَتَضَمَّن التَّعْلِيقات والكَشَّافات، وأَشْرَفَ عليه ميللر بمُعاوَنَة رُيديجر.
وقد أمضى فليجل الخَمْسَةَ والعشرين عامًا الأخيرة من حياته في إعدَادِ هذه النَّشْرَة، اعتمادًا على النُّسخ التي تَوَافَرَت له في مكتبات أوروبا حينئذٍ، وهي - كما سَبَقَ وقَرَّرَ ريتّر RITTER - نُسَخٌ من الدَّرَجَة الثَّالِثَة لا تَصْلُحُ أَسَاسًا لنَشْرَةٍ نَقْدِيَّة، ولكنَّها أَتَاحَت لنا - دون شَكّ - الإفادة من المَعلُومات الغَنِيَّة التي انْفَرَدَ بها كِتَابُ "الفهرست". وقد أقرَّ فليجل نفسه في مُقَدِّمَتِه بذلك، وشَكَا من "أَنَّ مخطوطات "الفِهْرِست" التي وَصَلَت إلينا لا تُحَقِّقُ مَا نَصْبُو إليه كمًّا وكَيْفًا. فعَلَى الرَّغْم من المَجْهُودَات المُتَعَدِّدَة الجادَّة التي اسْتَغْرَقَت عَشَرَات السِّنين، لم نتمكَّن من الحُصُولِ على نُسْخَةٍ من العَمَل في الشَّرْق. فليس لَدَيْنَا نُسْخةٌ كامِلَةٌ من الكتاب، بل مُجَرَّد قِطَعٍ مُنْفَصِلة من مَخطُوطات مختلفة".
واعتَرَفَ فليجل كذلك بعَدَمِ رِضَاه عن عَمَلِهِ بِسَبَبِ صُعُوبَة بعض مقالات الكتاب، خاصةً تلك التي تناوَلَت القَصَص العَرَبيّ والهِنْدِيّ والفارِسِيّ وقَصَص