للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ترتيب الكتاب ومنهجه]

أَوْضَحَ النَّدِيمُ في مُقَدِّمَتِه المُوجَزَة عن قَصْدِه من تألِيف "الفِهْرِسْت" بقَوْلِه:

"هذا فِهْرِسْتُ كُتُبِ جَمِيعِ الأُمَمِ من العَرَبِ والعَجَمِ، المَوْجُودِ منها بلُغَةِ العَرَبِ وقَلَمِها، في أصْنَافِ العُلُوم وأَخْبَارِ مُصَنِّفيها وطَبَقَاتِ مُؤلِّفِيها وأَنْسَابِهم، وتأرِيخِ مَوَالِدِهِم ومَبْلَغ أَعْمَارِهِم وأَوْقَاتِ وَفَاتِهم، وأمَاكِنِ بُلْدَانِهِم، ومَنَاقِبِهم ومَثَالِبِهم، منذ ابْتِدَاءِ كُلِّ عِلْمٍ اخْتُرِعَ إِلى عَصْرِنَا هذا سَنَة وهو سَبْعٍ وسَبْعِين وثلاث مائة للهِجْرَة".

وقَامَ النَّديمُ بتَصْنِيف هذه العُلُوم في عَشْرَة أَجْزَاء أو مَقَالَاتِ، حَيْثُ اسْتَخْدَمَ اللَّفْظَيْن في النُّسْحَة الدُّسْتُور. وقَسَمَ كُلَّ مَقَالَةٍ (جُزْء) إلى فُنُونٍ يَخْتَلِفُ عَدَدُها من مَقَالَةٍ إلى أخرى [فيما تقدم ١ - ٢].

ويَقُومُ البِنَاءُ الأَسَاسِيّ للكِتَاب على ذِكْرِ قَوَائِم عَنَاوين الكُتُب التي تَنْقَسِمُ إلى صِنْفَينَ: قَوَائِم مُؤَلَّفَات مُؤَلِّفين بأعْيَانِهم، وهي التي تُهَيْمِنُ على سَائِر الكِتَاب، وقَوَائِم مُؤَلَّفَاتٍ مُتَعَلِّقَةٍ بمَوْضُوعٍ مُعَيَّن، كما نَجِدُ على سَبِيلِ المِثَال في الفَنِّ الثَّالِث من المَقَالَة الأولى الخَاصّ بعُلُوم القُرْآن، حيثُ يُقَدِّمُ لنا قَوَائِمَ بما أُلِّفَ في: "تَفْسِير القُرْآن" و "مَعَانِي القُرْآن" و "غَرِيبِ القُرْآن" و "لُغَاتِ القُرْآنِ و"القِرَاءَات" و "النَّقْطِ والشَّكْلِ في القُرْآن" و "لَامَاتِ القُرْآن" و "الوَقْفِ والابْتِدَاء" و "اخْتِلافِ المَصَاحِف" و "مُتَشَابِه القُرْآن" و "فَضَائِل القُرْآن" و "النَّاسِخ والمَنْسُوخ"؛ وكذلك نِهَايَة الفَنّ الثَّالِثِ من المَقَالَة الثَّانية حيث يُقَدِّمُ لنا قَوَائمَ بالكُتُب المُؤلَّفَة في "غَرِيب الحَدِيث" وفي "النَّوَادِر" وفي "الأنْوَاء"؛ وأيْضًا في نِهَايَة الفَنّ الثَّاني من المَقَالة السَّابِعَة حيث يذكر لنا

<<  <  ج: ص:  >  >>