قال البَلْخِيُّ في كِتَابِ "مَحَاسِن خُرَاسَان": هو أبو الحُسَيْن أحمدُ بن يحيى الرَّوَنْدِيّ، من أهْل مَرْو الرُّوذ، من المُتَكَلِّمين (١). ولم يكُن في زَمَانِه في نُظَرائِه أحْذَقُ منه بالكلام ولا أعْرَفُ بدَقِيقِه وجَلِيلِه منه. وكان في أَوَّلِ أَمْرِه حَسَنَ السِّيرَة جَمِيلَ المَذْهَبِ كَثِيرَ الحَيَاءِ، ثم انْسَلَخَ من ذلك كلِّه بأسْبَابٍ عَرَضَت له ولأنَّ عِلْمَهُ كان أكبرَ من عَقْلِه، فكان مَثَلُه كما قَالَ الشَّاعِرُ:[البسيط]
وقد حُكِيَ عن جَمَاعَةٍ أَنَّه تَابَ عند مَوْتِه ممَّا كان منهُ، وإظْهَارُه النَّدَم واعْتِرَافُه بأنَّه إنما صَارَ إلى ما صَارَ إليه حَمِيَّةً وأَنْفَةً من جَفَاء أَصْحَابِهِ وتَنْحِيتهم إيَّاه من مَجَالِسِهم. وأكْثَرُ كُتُبِه الكُفْرِيَّات الَّفَها لأبي عيسى
(a) عند ابن القارح: مَرَدًا (أي غلامٌ أَمْرَد)، والمُذكّى الذي بَلَغَ تمام السِّنّ.