للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القِيَاس. وهو أوَلُّ من اسْتَخْرَجَ العَرُوضَ وخَصَّ به أَشْعَارَ العَرَب. وكان من الزُّهَّادِ في الدُّنْيَا المُنْقَطِعِين إلى العِلْم، حَدَّثَ عن عَاصِمِ الأحْوَل وغيره، وكان شَاعِرًا مُقِلًّا.

وتُوفِّي الخَلِيلُ [بالبَصْرَةِ سَنَة سَبْعِين ومائة وعُمْرُهُ أَرْبَعٌ وسَبْعُونَ سَنَةً].

وله من الكُتُبِ المُصَنَّفَة:

"كِتَابُ العَيْن"

قَرَأْتُ بخَطِّ أبي الفَتْح ابن النَّحْوِيّ (١) صَاحِبِ بني الفُرَات، وكان صَدُوقًا مُنَقِّرًا بَحَّاثًا، قال أبو بكر بن دُرَيْد (٢): وَقَعَ بالبَصْرَةِ "كِتَابُ العَيْنِ" سَنَة ثَمَانٍ وأَرْبَعِين ومائتين، قَدِمَ به وَرَّاقٌ من خُرَاسَان وكان في ثَمانِيَة وأَرْبَعِين جُزْءًا فَبَاعَه بِخَمْسِين دِينَارًا، وكُنَّا نَسْمَعُ بهذا الكِتاب أنَّه بخُرَاسَان في خَزَائِن الطَّاهِرِيَّة حتى قَدِمَ به هذا الوَرَّاقُ. وقيل إنَّ الخَلِيلَ عَمِلَ "كِتَابَ العَيْن" وحَجَّ وخَلَّفَ الكِتَابَ بِخُرَاسَان، فوَجَّه به إلى العِرَاق من خَزَائِن الطَّاهِرِيَّة. ولم يَرْو هذا الكِتَابَ عن الخَلِيل أحَدٌ ولا رُوِي في شيءٍ من الأخْبَارِ أنَّه عَمِلَ هذا ألبَتَّة. وقيل إِنَّ اللَّيْثَ، من وَلَدِ نَصْرٍ بن سَيَّار، صَحِبَ الخَلِيلَ مُدَّةً يَسيرَةً، وإِنَّ الخَلِيلَ عَمِلَه له وأحْذَاه طَرِيقَتَه. وعَاجَلَت المنيَّةُ الخَلِيلَ، فتَمَّمَه اللَّيْثُ (٣). وحُرُوفُه على ما يَخْرُج من الحَلْقِ واللَّهَوَات، فأَوَّلُها: العَيْنُ - وبه سُمِّيَ - الحَاءُ. الهَاءُ. الخَاءُ. الغَيْنُ. القَافُ. الكَافُ. الجِيمُ. الشِّينُ. الصَّادُ. الضَّادُ. السِّينُ. الزَّاي. الطَّاءُ. الدَّالُ. التَّاءُ. الظَّاءُ. الذَّالُ. الثَّاءُ. الرَّاءُ. اللَّامُ. النُّونُ. الفاءُ. البَاءُ. الميمُ. الألِفُ. اليَاءُ. الوَاو (٤).


(١) أبو الفتح عبيد الله بن أحمد بن محمد المعروف بجُخْجُخ، المتوفَّى سنة ٣٥٨ هـ / ٩٦٩ م. (فيما يلي ١٨٠ هـ ١).
(٢) فيما يلي ١٧٨.
(٣) ياقوت الحموي: معجم الأدباء ٧٤:١١.
قال القِفْطي: وقد استوفى ابن دُرُسْتَوَيْه الكلام في ذلك في كتابٍ له مُفْرَد لهذا النَّوْع وملكته بخطِّ [إبراهيم بن أحمد بن محمد] تيزون الطَّبَريّ، وهو تَصْنيفٌ مفيد (إنباه الرواة ٣٤٣:١).
(٤) قال المُسَبِّحي في "تاريخه الكبير" في =