هَؤُلاء القَوْمُ كَثِيرُون بنَوَاحِي البطائح، وهم صَابِئَةُ البَطَائِح، يَقُولُون بالاغتسال، ويَغْسِلُون جَمِيعَ ما يأْكُلُونَه (١). ورَئيسُهُم يُعْرَفُ بالحسج. وهو الذي شَرَعَ المَلَّة، ويَزْعُم أَنَّ الكَوْنَين ذَكَرٌ وأنْثَى، وأنَّ البُقُولَ من شَعْرِ الذَّكَر، وأَنَّ الأكْشُوث من شعر الأنْثَى، وأنَّ الأَشْجَارَ عُرُوقَه. ولهم أقاوِيلُ شَنِيَعَة تَجْرِي مَجْرَى الخرافة، وكان تلميذُه يُقالُ له شَمْعُون. وكانوا يُوَافِقُون المانَوِيَّة في الأَصْلَين، وتَفْتَرِقُ مِلَّتُهُم بَعْد، وفيهم من يُعَظِّم النُّجُوم إلى وَقْتِنا هذا.
حِكَايَةٌ أُخْرَى فِي أَمْرِ صَابِئَةِ البَطَائِح
هؤلاء القَوْمُ على مَذْهَب النَّبْط القَدِيم، يُعَظِّمُونَ النُّجُومَ، ولهم أمْثَلَةٌ وأَصْنَامٌ. وهم عَامَّةُ الصَّابِئَة المَعْرُوفِين بالحَرْنَانِيين. وقد قيل إِنَّهُم غَيْرهم جُمْلَةً وتَفْصِيلًا.