يَكونَ التَّاريخُ ثَمَانِيًا وثَلاثين وثَلاث مائة، وأنَّ المَقْصُودَ هو ثَمَانٍ وثَلاثين وأَرْبَع مائة، وائْتِنَاسًا بالتَّوَاريخ المتأخِّرَة الوَارِدَة في نُسْخَة المكتبة الوَطَنِيَّة الفرنسية والتي كانت مع ابن حَجَر العَسْقَلانيّ نُسْخَةٌ مماثِلَةٌ لها رأى في مَوْضِعٍ منها أنَّه "كُتِب في سَنَة اثْنتي عَشْرَة وأَرْبَع مائة". وعندما رَجَعْتُ إلى نُسْخَة كِتابِ "لِسَان الميزَان" لابن حَجَر، المحفوظة في مكتبة أحمد الثَّالِث بإستانبول برقم ٢٩٤٤ [منها مُصَوَّرَة على الميكروفلم بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم ٤٢٤ تاريخ]، وَجَدْتُ القِرَاءَة الصَّحِيحَة للنّصّ:"مَاتَ في شَعْبَان سنة ثمانين وثَلاث مائة" لا ثَمَانٍ وثلاثينِ كما في المطبوع، وهو التأريخُ الصَّحِيحُ الذي ذكره ابن النَّجَّار مَصْدَرُ ابن حَجَر والذي اعتمد عليه كذلك الصَّفَدِيّ والمَقْريزي والشَّخْصُ الذي لَخَّصَ عنه ترجمة النَّديم على ظَهْرِيَّة نُسْخَة مكتبة جامعة ليدن، وإن قَرَأ فليجل التأريخ الأخير الذي كُتِبَ بالأرقام: خَمْس وثمانين وثلاث مائة بَدَلًا من ثمانين وثلاث مائة، حيث الْتَبَسَ عليه الصِّفْر برقم خمسة (١).
لم يكن أبو الفَرَج محمَّدُ بن إِسْحَاق النَّديم مُجَرَّدَ وَرَّاقٍ يَعْرِفُ عَنَاوِينَ الكُتُب وأَسْمَاءَها، وإنَّما كان عَالِمًا وَاسِعَ الاطِّلاعِ في مَجَالات المَعْرِفَة المَوْجُودَة في عَصْره، كما يَدُلُّ على ذلك كتابُه "الفِهْرِسْت".
وقد أَشَارَ النَّديمُ خِلال هذا الكتاب إلى أنَّه ألَّفَ قَبْلَ "الفِهْرِسْت" كتابَيْن على الأقَلِ، فقد قال في الفَنِّ الأوَّل من المَقَالَة الأولى في خِتَامِ حَدِيثِه عن فَضَائِل
(١) راجع كذلك RUDOLF SELLHEIM، "Das) Todesdatum des Ibn an - Nadîm"، Isr. Or. St. II ٤٢٨ - ٣٢ .pp ،(١٩٧٢)، عَرَّبه حُسَام الصغير بعنوان. "تاريخ وفاة ابن النديم"، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ٥٠ (١٩٧٠)، ٦١٣ - ٦٢٤.