أبو زَكَرِيَّا يحيى بن زِيَاد الفَرَّاء، مَوْلَى بني مِنْقَر، وُلِدَ بالكُوفَة. ومن خَطِّ سَلَمَة "ابن عَاصِم": الفَرَّاءُ العَبْسِي. ومن خَطِّ اليُوُسُفِيّ: يحيى بن زياد بن قرابَخْت بن دَاوُد بن كودْناد (١).
ومن خَطِّ أبي عبد الله بن مُقْلَة؛ قال أبو العبَّاس ثَعْلَب: كان السَّبَبُ في إِمْلاء كِتَابِ الفَرَّاء في "المَعَاني"، أنَّ عُمَرَ بن بُكَيْر كان من أَصْحَابه وكان مُنْقَطِعًا إلى الحَسَنِ بن سَهْل، فكَتَبَ إلى الفَرَّاء أنَّ الأمَيرَ الحَسَن بن سَهْل رُبَّما سَأَلَني عن الشَّيء بعد الشَّيء من القُرْآن فلا يَحْضُرُني فيه جَوَابٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجمَع لي أصُولًا، أو تَجْعَل في ذلك كِتَابًا أَرْجِعُ إليه، فَعَلْت. فقال الفَرَّاءُ لأصْحَابه:"اجْتَمِعُوا حتى أمِلَّ عليكم كِتَابًا في القُرْآن"، وجَعَلَ لهم يَوْمًا. فلمَّا حَضَرُوا خَرَجَ إليهم، وكان في المَسْجِدِ رَجُلٌ يُؤَذِّنُ ويَقْرَأ بالنَّاسِ في الصَّلاة، فالْتَفَتَ إليه الفَرَّاءُ فقال له:"اقْرَأْ بِفَاتِحَة الكِتَاب"، ففَسَّرَها ثم مَرَّ في الكِتابِ كلِّه يَقْرأ
(١) انظر في ترجمته، ابن قتيبة: المعارف ٥٤٥؛ أبا الطيب: مراتب النحويين ١٣٩؛ الزبيدي: طبقات النحويين واللغويين ١٣١ - ١٣٣؛ المرزباني: نور القبس ٣٠١؛ الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السَّلام ١٦: ٢٢٤ - ٢٣١؛ ابن الأنباري: نزهة الألباء ٩٨ - ١٠٣؛ ياقوت: معجم الأدباء ٢٠: ٩ - ١٤؛ القفطي: إنباه الرواة ٤: ١ - ١٧؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ٦: ١٧٦ - ١٨٢؛ ابن عبد المجيد: إشارة التعيين ٣٧٩؛ ابن فضل الله العمري: مسالك الأبصار ٧: ١١١ - ١١٣؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ١٠: ١١٨ - ١٢١؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٨: ١١٧ - ١٢٢؛ السيوطي: بغية الوعاة ٢: ٣٣٣؛ الداودي: طبقات المفسرين art. al ٣٦٧ - ٣٦٦:٢ R. BLACHERE، El ٨٢٥٢ . Farrat II، pp ؛ ولأحمد مكي الأنصاري: أبو زكريا الفَرَّاء، القاهرة ١٩٦٤ م؛ وانظر كذلك مقدمة رمضان عبد التواب لكتاب "المُذكَّر والمُؤَنَّث" له؛ شوقي ضيف: المدارس النحوية ١٩٢ - ٢٢٣؛ ويُسَمَّى الفَرَّاءِ رَغْمَ أنَّه لم يكن يَعْمَل الفِرَاء ولا يبيعها، وإنَّما لأنَّه كان يفري الكلام (ابن: الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب ٢: ٤١٤).