- وفي سنة ١٣٩٨ هـ / ١٩٧٨ م أعادَت دارُ المعرفة للطِّبَاعَة والنَّشْر في بيروت إصْدَارَ طَبْعَة المكتبة التجارية الكبرى كما هي بمقدِّمتها بقلم أحَد أساتذة الجامعة المصرية، وكشَّاف أعْلامها.
مَشْرُوعُ نَشْرَة يوهان فيك JOHANNE W. FUCK
في عام ١٩٣٩ م عَلِمَ المُسْتَشْرِقُ الإنجليزي آرْثَر آربري ARTHUR J. ARBERRY من البروفيسير بأول كاله PAUL E. KAHLE (الذي كان في هذا الوَقْت مُديرًا للسِّمِنَار الشَّرْقي في بُون ثم اضْطُرّ لمُغَادَرَة ألمانيا إلى إنجلترا مع نهاية عام ١٩٣٩ م)، أن المُسْتَشْرِقَ الألماني يوهان فيك JOHANNE W. FUCK (١٨٩٤ - ١٩٧٤ م) يُعِدُّ نَشْرَةً جَدِيدَةً لكتابِ "الفِهْرِسْت" للنَّديم تُصْدِرُها سِلْسِلَةُ النَّشَرَاتِ الإسْلامية BIBLIOTHECA ISLAMICA، فأَجَابَهُ على الفَوْر مُسْتَفْسرًا منه عمَّا إذَا كان الدكتور فيك FUCK على عِلْمٍ بِوُجُودِ نُسْخَةٍ عَتِيقَةٍ لقسْمٍ كَبِيرٍ من هذا الكتاب رآهَا وفَحَصَها بنفسه في المجموعة الخاصَّة للسَّيِّد شيستربيتي CHESTER BEATTY، فكانت الإجَابَةُ بالنَّفْي. فنَسَّقَ آربري - بتَصْريحٍ كريمِ من صَاحِبِ المجموعة - إمكانية وَضْعِ ميكروفلم لهذه النُّسْخَة تحت تَصَرُّفِ الدكتور FUCK ، وعَزَمَ في الوَقْتِ نفسه على التَّخَلِّي عن نِيَّتِه في العَمَلِ على هذه النُّسْخَة مُخْلِيًا المَجَالَ لعَمَلِ الدكتور Fuck (١) .
كَتَبَ آربري ARBERRY ذلك سنة ١٩٤٨ م، وأضَافَ أنَّه في خِلالِ هذا الوَقْت انْدَلَعَت الحَرْبُ العالمية الثَّانية بتداعياتها الكارِثِيَّة على كُلِّ مظاهر الحَيَاة الألمانية،
(١) كان يوهان فيك قد كتب، في عام ١٩٣٠ م. مَقَالًا مهمًّا عن كتاب "الفِهْرِسْت" للنَّديم نَقَدَ فيه نَشْرَة فليجل وأشارَ إلى أهمِّية الكتاب كتاريخ للأدَب العربي، ثم سَافَر إلى الهند في ثلاثينيات القرن العشرين وعمل أستاذًا في جامعة دَكّا، وخلال إقامته هناك تَعرَّف على نُسْخَة مكتبة تُونك التي نَشَرَ ما انفردت به عن المعتزلة سنة ١٩٣٦ م.