ولم تَظْهَر حتى ذلك التأريخ النَّشْرَةُ التي خَطَّطَ لها الدكتور فيك FUCK، كما أنَّ سلسلة "النَّشَرَات الإسلامية" - كما أَخْبَرَهُ رَئيسُ تحريرها البروفيسير هلموت ريتر HELLMUT RITTER - تَوَقَّفت مُؤَقَّتًا عن الصُّدُور. وإزَاء هذه الظُّرُوفِ غير السَّعِيدَة وغير المُتَوَقَّعَة، وَجَدَ آربري نَفْسَهُ في حِلٍّ ومُضْطَرًّا - إلى حَدٍّ ما - أَنْ يَضَعَ تحت تَصَرُّفِ الباحثين مَعْلُومات حَوْلَ نُسْخَة شيستربيتي احْتَفَظَ بها لنفسه حتى الآن، مُقَيَّدًا هذا الإفْشَاء مع ذلك بأقَلِّ نِسْبَةٍ ممكنةٍ حتى يُفْسِح للدكتور فيك FUCK مَجَالَ التَّوَسُّع حَوْلَ هذه المَلْحُوظات.
وقَدَّمَ أربري في مَقَاله الجَدِيد وَصْفًا للنُّسْخَة ومُقَابَلَةً بينها وبين أوَّل أَرْبَعَ عَشْرَةَ صَفْحَة من نَشْرَة فليجل ليُوضِّحَ أَوْجُهَ الخِلاف بينهما، ونَشَرَ في الوَقْت نفسه افْتِتَاحِيَّة المَقَالَة الخامِسَة [٥٥٥:١ - ٥٥٨] والتَّرْجَمَة التي خَصَّصَها فيها النَّدِيمُ للجَاحِظ [٥٧٨:١ - ٥٨٨]، وهي المَقَالَةُ التي انْفَرَدَت بها نُسْخَةُ شيستربيتي (١).
وفي سنة ١٩٥٥ م كَتَبَ يوهان فيك JOHANNE W. FUCK مَقَالًا نَشَرَ فِيهِ بَعْضَ النُّصُوص التي لم تُنْشَر من قَبْل عن حَرَكَة المُعْتَزِلَة انْفَرَدَت به المَقَالَةُ الخَامِسَةُ من كتاب "الفِهْرِسْت" للنَّديم [٥٥٨:١ - ٦٠٥]، اعْتِمَادًا على ميكروفلم نُسْخَة مكتبة شيستربيتي الذي سَبَقَ أنْ أمَدَّهُ به آربري عن طريق البروفيسير بول كاله. واتَّضَحَ لفيك FUCK، بمُقَارَنَة هذه النُّسْخَة بنُسْخَة مكتبة شَهِيد علي باشا بإستانبول رقم ١٩٣٤، والتي سَبَقَ وأَمَدَّهُ البروفيسير ريتر RITTER بمُصَوَّرَةٍ لها، أنَّ المَخْطُوطتين كتبهما ناسِخٌ واحِدٌ ذكر في بِدَايَة كُلِّ مَقَالَةٍ منها أنَّه نَقَلَ النَّصَّ من دُسْتُورِ المُؤَلِّف الذي كَتَبَهُ بخَطِّه، والتي رَجَّحَ آربري - في مَقَالِه السَّابِق الإشَارَة إليه [٢١. op.cit. p]
(١) A.J. ARBERY، "New Material on the Kitâb: al - Fihrist of Ibn al - Nadîm"، Islamic ،(١٩٤٨) Research Association Miscellany، I pp.١٩ - ٤٥ ..