قال لي من أثِقُ بحِكايَتِه: إِنَّ بَعْضَ مُلُوكِ جَبَلِ القَبَقِ أَرْسَلَه إِلى مَلِك الرُّوسيَة وزَعَمَ أَنَّ لهم كِتَابَةً على الخَشَبِ حَفْرًا، وأَخْرَجَ إِلَيَّ قِطْعَةَ خَشَبٍ بَيَاض عليها نُقُوشٌ لا أَدْرِي أهي كَلِماتٌ أَمْ حُرُوفٌ مُفْرَدَاتٌ (١)، مِثَالُ ذلك:
الفِرنجَة
وكِتَابتُهم تُشبِه الخَطَّ الرُّومِيّ، أَحْسَنُ اسْتِوَاءً منه ورُبَّما رَأَيْنَا ذلك على السُّيُوف الفرنجية، وكانت مَلِكَةُ الفِرِنْجَة كَتَبَت إلى المُكْتَفِي كِتَابًا في حَرِيرٍ أَبْيَض وأَنْفَذَتْه مع خَادِمٍ وَقَعَ إِلى بَلَدِها من جِهَةِ المَغْرِب، تَخْطُبُ صَدَاقَة الْمُكْتَفِي وتَطْلُبُ التَّزويجَ به. وكان اسْمُ الخَادِم عَلِيًّا من خَدَم ابن الأَغْلَب (٢).